كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْغَرِيب عرَاك أَصَابَك وإشراع الرماح بسط الأيدى بهَا الْمَعْنى يَقُول ظللت أى أَقمت تنظر إِلَى الْمَوْت نظر الْمُسلم وَلَا تطِيق مدافعته وَلَا يمكنك أَن تباطشه قد عجزت رماحك عَن مطاعنته وَقصرت سيوفك عَن مجالدته فسطا عَلَيْك سطوة الْمَالِك وغلبك غَلَبَة الْمُحِيط بك وَالْمعْنَى يُرِيد لم تعْمل سيوفك وَلَا رماحك فى دفع مَا نزل بك من الْمَوْت
23 - الْمَعْنى يَقُول هَذَا الوحيد أفديه بأبى أى الوحيد من الْأَنْصَار مَعَ كَثْرَة جيوشه الْمُنْفَرد من الْأَصْحَاب مَعَ توفر جمعه الباكى على نَفسه عِنْد انْقِضَاء بَقِيَّة عمره وَمن شَرّ السِّلَاح عِنْد المدافعة وأظهره تقصيرا عِنْد المغالبة الْبكاء الذى لَا ينفع والدمع الذى لَا يعْنى
24 - الْغَرِيب تقرع تضرب والقرع الضَّرْب ورعت أى أخفت الْمَعْنى يَقُول إِذا حصلت من سِلَاحك على الْحزن وَمن أنصارك على الْبكاء فحشاك تروع بحزنك وخدك تضرب بدمعك وَلَا يرد عَنْك شَيْئا يُرِيد أَن الدمع لَا يدْفع شَيْئا
25 - الْإِعْرَاب قطع همزَة الباز لِأَنَّهَا أول المصراع الثانى فَكَأَنَّهُ أخد فى بَيت ثَان كَقَوْل الآخر
(لتَسْمَعُنَّ وَشيكا فِى دِيارِكُمُ ... أللهُ أكْبَرُ يَا ثارَاتِ عُثْمانا)
الْغَرِيب الباز الْأَشْهب هُوَ الذى غلب عَلَيْهِ الْبيَاض والأبقع الذى فى صَدره بَيَاض الْمَعْنى يَقُول وصلت إِلَيْك يَد يُرِيد الْمنية الَّتِي لَا ترد فالشريف والوضيع وَالْكَبِير وَالصَّغِير والأحمر وَالْأسود عِنْدهَا سَوَاء لَا تحاشي أحدا وَلَا يفلت مِنْهَا مَا تَأْخُذهُ وَلَا يفوتها مَا تقصده فعلهَا مَعَ الباز الْأَشْهب مَعَ كرمه كفعلها بالغربا الأبقع مَعَ قبحة ودمامته وَهَذَا مثل ضربه بالباز الْأَشْهب والغربا الأبقع وروى الواحدى
(سَوَاء عِنْدهَا الباز الأشيهب)
بوصل الْهمزَة مَعَ حذف ألف الضَّمِير من عِنْدهَا
الصفحة 274