كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْغَرِيب المحافل جمع محفل وَهُوَ الْمُجْتَمع والجحافل جمع جحفل وَهُوَ الْعَسْكَر الْعَظِيم والسرى سير الْوُفُود بِاللَّيْلِ والنير الْكَوْكَب الْكثير النُّور والنيران الشَّمْس وَالْقَمَر الْمَعْنى يَقُول متفجعا عَلَيْهِ من للمحافل فى إرشاد جماعتها والجحافل فى تصريف كتائبها والسرى عِنْد انتهاز فرص الْحَرْب وَطلب الْغرَّة من الْأَعْدَاء فى الْغَزْو وَلَقَد فقدت بفقدك المرشد الذى كَانَت تستمد بِرَأْيهِ والنير الذى كَانَت تهتدى بضوئه فقد مت مَا كَانَت تعهده عِنْده وَغرب غروبا لَا يطلع بعده ثمَّ قَالَ أَيْضا مفجعا
(وَمن اتَّخذت ... . الخ ... )
27 - الْمَعْنى يَقُول وَمن اتَّخذت على ضيوفك الَّذين كنت تسر بقراهم وتلتذ بِمَا تكلّف فى برهم ضَاعُوا بعْدك لفقدك وعدموا مَا عهدوه من فضلك وَمثلك من لَا يضيع فى حَيَاته قاصده وَلَا يخيب من مبرته زَائِره لَكِن المنايا تغلب الْعَادَات وَالْأَيَّام بتصرفها تفرق الْجَمَاعَات
28 - الْإِعْرَاب قبحا مصدر قبح الله وَجهه قبحا الْمَعْنى يَقُول قبح الله وَجهك يَا زمَان لِأَنَّهُ وَجه اجْتمعت فِيهِ القبائح يَقُول هَذَا منبها على جور الزَّمَان أى قبح الله وَجهك وأهانه وَلَا أكْرمه لِأَنَّهُ وَجه مبرقع بضروب الْقبْح وصروف اللؤم لَا يحمد مثله وَلَا يشْكر فعله لِأَنَّهُ زمَان سوء
29 - الْإِعْرَاب فاتك روى بِالرَّفْع والجر فالجر بدل من أَبى شُجَاع وَالرَّفْع بدل من قَوْله مثل الْغَرِيب الأوكع من الوكع وَهُوَ عيب فى الْيَد وَالرجل وَيكون فى العَبْد وَيُقَال الأوكع الأحمق الْمَعْنى يتعجب حِين مَاتَ وَهُوَ فى جوده وفضله فَرد ويعيش حاسده الجافى لأحمق الصلب من قَوْلهم سقاء وَكِيع إِذا اشْتَدَّ وصلب يُرِيد بحاسده كافورا
30 - الْمَعْنى يُرِيد الأيدى الَّتِى حول كافور هى مقطعَة لِأَن قَفاهُ يَصِيح بهَا أَلا من يصفع فلولا أَنَّهَا مقطعَة لسفعته وَالْمعْنَى أَنه لسقوطه يَدْعُو إِلَى إذلاله وَلَكِن لَيْسَ عِنْده من فِيهِ خير يهجوه ويهجو أَصْحَابه الَّذين حوله لتأخرهم عَن صفعه والصفع مولد لَيْسَ بعربى وَيُقَال حولك وحواليك وحوليك وحوالك وَقد خرج إِلَى هجاء كافور وَأَصْحَابه من رثاء فاتك وَهُوَ نوع من الاستطراد وَأحسن مَا قيل فى الاستطراد قَول بَعضهم
(وَلَيْلٍ كوَجْهِ البَرْ قَعِيدِىّ مُظْلِمٍ ... وَبَرْدِ أعالِيهِ وَطُولِ قُرُونِهِ)
(سَرَيْتُ وَنَوْمى فِيهِ نَوْمٌ مُشَرَّدٌ ... كَعَقْلِ سُلَيْمانَ بْنِ فَهْدٍ وَدِينِهِ)
(عَلى أوْلَقٍ فِيهِ اخْتِباطٌ كأنَّهُ ... أبُو جابِرٍ فِى خَبْطِهِ وَجُنُونِهِ)
(إِنِّي إأنْ بَدَا وَجْهُ الصَّباحِ كأنَّهُ ... سَنى وَجْهِ قِرْوَاشٍ وَضْوْءُ جَبِينِهِ)
الصفحة 275