كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْمَعْنى يَقُول مُخَاطبا للزمان ومؤكدا لما تقدم من ملامته أبقيت كافورا أكذب من أبقيته من الْكَاذِبين وَأسْقط من غادرته من الْمُتَأَخِّرين وَأخذت أصدق من يَقُول فيستمع لَهُ وَلَا يُنكر صدقه وَأكْرم من يسمع فَلَا يُنكر فَضله وَالْمعْنَى أَنَّك أبقيت أكذب الْكَاذِبين وَأخذت أصدق الصَّادِقين والسامعين
32 - الْغَرِيب يُقَال ريح وريحة وَقد قيل فى جمع ريحة ريح وتتضوع تفوح والمنتن القذر الْخَبيث الرَّائِحَة الْمَعْنى يَقُول مُخَاطبا للزمان معنفا لَهُ تركت من كافور الْأسود أَخبث رَائِحَة وأحقها بالذم وأكرهها وَأخذت من فاتك أطيب مشموم يعبق رِيحه ويفوح
33 - الْغَرِيب قَالَ ابْن الأعرابى دَابَّة نافر بَين النفار والنفور وَلَا يُقَال نافرة والتطلع الاستشراف الْمَعْنى أَنه كَانَ صَاحب طرد وصيد فَإِذا الْوَحْش قر دَمه وَكَانَ يتَوَقَّع اقتناصه لَهُ وصيده إِيَّاه وَكَانَ دَمه يحس بالسفك ويتطلع إِلَى الجرى خوفًا مِنْهُ وَهَذَا إِشَارَة إِلَى أَنه كَانَ يلازم الوحوش بالصيد بمواصلته الْغَزَوَات وتبديه فى الفلوات فبموته قرت دِمَاء الْوَحْش
34 - الْغَرِيب قَوْله
(ثَمَر السِّيَاط ... )
بِالتَّاءِ الْمُثَلَّثَة العقد الَّتِى تكون فى عذباتها وأوت عَادَتْ إِلَيْهَا وَرجعت وسوقها جمع سَاق يُقَال سَاق وسوق وأسوق وسيقان وَقد جَاءَ فِيهِ الْهَمْز وَقَرَأَ قنبل عَن ابْن كثير
(فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق ... )
الْمَعْنى يَقُول قد تصالحت السِّيَاط وَالْخَيْل بِمَوْتِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يضْربهَا ويكرهها على الْعَدو إِلَى الْعَدو فَلَمَّا مَاتَ عَادَتْ إِلَى الْخَيل أذرعها وسوقها وَكَانَت كَأَنَّهَا غَائِبَة عَنْهَا لِأَنَّهَا كَانَ يركضها دَائِما إِمَّا لِلْعَدو أَو إِلَى الصَّيْد أَو لإغاثة مستصرخ

الصفحة 276