كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْغَرِيب الحقف مَا اعوج من الرمل وَجمعه أحقاف وحقاف وَقد نطق الْقُرْآن بالأحقاف الْمَعْنى يُرِيد بالرمانتين الثديين وبالغصن الْقد وبالبدر الْوَجْه وبالحقف الردف وَمعنى الْبَيْت يَقُول لما قَامَت للوداع قابلنى رمانتان من ثديها على قد مثل الْغُصْن يميله وَجه كالبدر فَكَانَ وَجههَا يمِيل قامتها ثمَّ يمسك الردف بثقله قامتها الْخَفِيفَة فَلَا تقدر على سرعَة الْحَرَكَة
8 - الْإِعْرَاب نصب كيدا على الْمصدر يُرِيد أتكيدنى كيدا الْمَعْنى يُخَاطب الْبَين يَقُول أَنْت تطلب كيدنا فدارنا بعيدَة وعيشنا كدر
9 - الْغَرِيب ويل كلمة تقال عِنْد الْوُقُوع فى الْمهْلكَة واللهف التحسر على مَا فَاتَ الْمَعْنى يَقُول إنى أَكثر القَوْل بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ لَو نفع القَوْل بهما وترديدى إيَّاهُمَا وَهُوَ على حِكَايَة مَا كَانَ يَقُول وَمثله للبحترى
(فَوَا أسَفى لَوْ قاتَلَ الأَسَفُ الجَوَى ... وَلهْفِى لَوَ أنَّ اللَّهْفَ مِنْ ظالِمى يُجدِى)

10 - الْإِعْرَاب رفع ضنى لِأَنَّهُ ابْتِدَاء خبر مَحْذُوف يُرِيد بى ضنى وكامنا حَال من السم وجهلا مصدر وَإِن شِئْت جعلت ضنى ابْتِدَاء وَخَبره فى الْهوى الْمَعْنى يَقُول فى الْهوى ضنى مستتر كَمَا يكمن السم فى الشهد إِذا مزج بِهِ واستلذذت الْهوى جهلا بذلك الضنى وحتفى فِيهِ وَمثله
(وَقَدْ يُلْفَى حِمامُ المَوْ ... تِ فِى سَمٍّ مَعَ العَسَلِ)

11 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى أفنته عَائِد على الضنى يُرِيد أفنانى وَمَا أفنيته الْغَرِيب الْكَهْف الْموضع الذى يمْنَع ويعصم من يأوى إِلَيْهِ الْمَعْنى يَقُول أفنى الضنى نفسى وَمَا أفنته كَأَن الممدوح كَهْف لَهُ دون نفسى فَلَيْسَتْ تقدر على إفنائه وَهَذَا من // المخالص الْحَسَنَة //

الصفحة 284