كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْإِعْرَاب قَلِيل خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف الْغَرِيب الْبيض السيوف والزغف الدروع اللينة وَقيل السابغة الْمَعْنى يَقُول هُوَ قَلِيل الْكرَى أى النّوم لاشتغاله بالحكم بَين النَّاس وَمَا يكسبه الْمجد وَالْعلم نَافِذ الآراء فَلَو كَانَت السيوف والدروع كآرائه مَا نَفَعت الدروع وَالسُّيُوف أَصْحَابهَا وَلَا أغنت عَنْهُم شَيْئا وَهُوَ من قَول حبيب
(يَقْظانُ أحْكَمَتِ التَّجارِبُ رأيَهُ ... عَقْداً وَثُقِّفَ عَزْمُهُ تَثْقِيفاَ)
(فاسْتَلَّ مِنْ آرَائِهِ الشُّعَلَ الَّتِى ... لَوْ أنَّهنَّ طُبِعْنَّ كُنَ سُيُوفا)
13 - الْغَرِيب قطب وَجهه إِذا جمع مَا بَين عَيْنَيْهِ عبوسا الْمَعْنى يَقُول هُوَ مهبب عِنْد الكلوح وَإِذا نطق بِحرف من لَفظه قَامَ مقَام الْكَلَام الْكثير يجع الْمعَانى الْكَثِيرَة فى الْأَلْفَاظ القليلة وَهُوَ مَنْقُول من قَول البحترى
(وَإذَا خِطابُ القَوْمِ فِى الخَطْبِ اعْتَلى ... فَصَلَ القَضِيَّةَ فِي ثَلاثَةِ أحْرُفِ)
14 - الْمَعْنى يَقُول قد ألفت يَده الْإِعْطَاء فَإِذا تركته حنت إِلَيْهِ كَمَا يحن الإلف إِلَى إلفه وَهُوَ مَنْقُول من قَول حبيب
(وَاجِدٌ بالْعَطاءِ من برحاء الشوق ... وجدان غَيره بالحبيب)
وَغَيره
(يحن إِلَى الْمَعْرُوف حَتَّى يُنِيلَهُ ... كمَا حَنَّ إلْفٌ مُسْتَهامٌ إِلَى إلْفِ)
15 - الْغَرِيب القف الغليظ من الأَرْض لَا يبلغ أَن يكون جبلا رست ثبتَتْ الْمَعْنى أَنه اسْتعَار لعلمه اسْم الْجبَال لِكَثْرَة علمه وزيادته على علم النَّاس واستعار لصدره الأَرْض لِأَن الْجبَال تكون عَلَيْهَا ثمَّ فَضلهَا على جبال الأَرْض فضل الْجبَال على القفاف وَالْمعْنَى أَن جبال الأَرْض تصغر فى جنب الْجبَال الَّتِى فى صَدره من الْعلم
16 - الْإِعْرَاب أود الدَّهْر أى حمله على أَن يود فالدهر مفعول بأود يُرِيد أَن السمو فى كف الممدوح أود الدَّهْر أَن يكون كفا الْمَعْنى يَقُول هُوَ جواد علت كَفه فِي الْخَيْر وَالشَّر والدهر وعَاء الْخَيْر وَالشَّر وَالْعرب تنْسب ليه مَا يُوجد فِيهِ وَالْمعْنَى أَن هَذَا الممدوح كَفه عَال فى كل خير لأوليائه وَلَك شَرّ لأعدائه لِأَنَّهُمَا يصدران مِنْهُ فالدهر يتَمَنَّى أَن يكون كفا يُشَارك كَفه الذى هُوَ مجمع الْخَيْر وَالشَّر فى الِاسْم لِأَن كَفه أغلب فى الْخَيْر وَالشَّر من الدَّهْر
الصفحة 285