كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْغَرِيب النَّجْوَى مَا يستر من الْكَلَام والعراك المحاككة 1 والمزاحمة الْمَعْنى يَقُول لعضد الدولة مُخَاطبا أَنا أستر مِنْك مَا يجرى بينى وَبَين الْقلب من الْمُنَاجَاة وأخفى عَنْك هموم فراقك الَّتِى قد أطلت بمزاحمتها ومغالبتها
21 - الْغَرِيب الركاك الضِّعَاف وَهُوَ جمع رَكِيك كضعيف الْمَعْنى يَقُول إِذا عاصيت الهموم فى فِرَاق الممدوح اشتدت على فَإِن طاوعتها فى الارتحال سهلت ولانت وفاضت وَإِن عاصيتها فى الْإِقَامَة عنْدك اشتدت على وَمثل هَذَا قَول أَبى الْعَتَاهِيَة
(كَمْ أُمثورٍ عاصَيْتُهُنَّ زَمانا ... ثُمَّ هَوَّنْتُها عَلىَّ فَهانَتْ)

22 - الْغَرِيب الثوية مَكَان بِالْكُوفَةِ قَرِيبا مِنْهَا على ثَلَاثَة أَمْيَال الْمَعْنى يَقُول كم دونهَا من إِنْسَان حَزِين لفراقى فَإِذا قدمت فَرح بقدومى فَيَقُول لَهُ الْقدوم هَذَا السرُور بالغم الذى كنت لَقيته بالبعد وَهَذَا كَقَوْل الطائى
(وَلَيْسَتْ فَرْحَةُ الأَوْباتِِ إلاَّ ... لِمَوْقوفٍ عَلى تَرَحِ الوَداعِ)
وَقَالَ ابْن الرومى يُخَاطب أمه وَقد أَرَادَ سفرا
(فقُلْتُ لَهَا إنَّ اكْتِئابا بِشاخِصٍ ... سَيُتْبِعُهُ اللهُ ابْتِهاجا بِقادِمِ)

23 - الْإِعْرَاب وَمن عذب عطف على قَوْله من حَزِين أى وَكم من عذب الرضاب الْغَرِيب الرضاب مَاء الْأَسْنَان وتروك اسْم نَاقَة قد أَعْطَاهَا لَهُ عضدا لدولة والوراك جلد يَتَّخِذهُ الرَّاكِب تَحت وركه كالمخدة الَّتِى يثنى عَلَيْهَا الرَّاكِب رجله إِذا تَعب ليستريح وهى قُدَّام وَاسِطَة الرجل وَالْجمع ورك قَالَ زُهَيْر
(مُقَوَّرَةٌ تَتَبارَى لَا شَوَارَ لَهَا ... إلاَّ القُطُوعُ على الأَجْوَازِ والوُرُكُ)
الْمَعْنى يَقُول كم هُنَاكَ من شخص عذب الرضاب إِذا أنخت إِلَيْهِ ناقتى قبل رَحلهَا ووراكها إعجابا بهَا يفديها بِنَفسِهِ إِكْرَاما لَهَا إِذا أدنتنى إِلَيْهِ
24 - الْغَرِيب صاك الشئ بالشئ لصق بِهِ وَمِنْه قَول الْأَعْشَى
(وَمِثْلُكِ مُعْجَبَةٌ بالشَّبابِ ... وَصَاكَ العَبِيرُ بأجْلادِها)
الْمَعْنى يَقُول من وصف عذب الرضاب أَنه يحرم الطّيب لأجل مفارقتى لَهُ وَلَا يتصنع بشئ من الزِّينَة بعدى فيتلقانى وَقد برت أليته وكملت أمْنِيته بقدومى وفاح الطّيب من أردانه وعبق وصاك العبير فى أثوابه ولصق

الصفحة 391