كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْغَرِيب البشام والأراك ضَرْبَان من الشّجر يستاك بفروعهما قَالَ جرير
(أتَنْسَى إذْ تُوَدِّعُنا سُلَيْمَى ... بِفَرْعِ بِشَامَةٍ سُقِىَ البَشامُ)
الْمَعْنى يَقُول لَا يصل إِلَى ثغرها عاشق لصونها وعفتها وَلَكِن تمنحه أى تعطيه وتبذل لَهُ هذَيْن الضربين من الشّجر الذى يستاك بِهِ
26 - الْمَعْنى يَقُول هَذَا المغرم بحب قدومى يرانى فى الْمَنَام فَأَنا أَتَمَنَّى أَن النّوم حَدثهُ بإحسانك إِلَى وإكرامك لى وبعطائك الجزيل عندى فَكَانَ فى ذَلِك أبلغ السلوة والسكون إِلَيْهِ أتم الْأنس إِذا علم أَنى عنْدك جليل الْقدر عَظِيم الْخطر
27 - الْإِعْرَاب فَاعل أنضى مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ يعرقن وَالتَّقْدِير لَا يعرقن إِلَّا وَقد أنضى الإعراق لحومها وَمثله قَوْله تَعَالَى {جعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا وَمن الْأَنْعَام أَزْوَاجًا يذرؤكم فِيهِ} فَرد الضَّمِير على الْجعل وَلم يذكرهُ لدلَالَة جعل عَلَيْهِ وَيجوز أَن يكون الْفَاعِل مُقَدرا أى وَقد أنضاها ثقل مَا عَلَيْهَا من عطايا الممدوح الْغَرِيب أعرق إِذا أَتَى الْعرَاق وأنجد إِذا أَتَى نجدا والكوفة بلد أَبى الطّيب أحد العراقين وأنضاها أذهب لَحمهَا وهزلها وَقَوله العذافرة النَّاقة الشَّدِيدَة وسمى الْأسد عذافرا لِشِدَّتِهِ وقوته اللكاك المكتنزة اللَّحْم الْمَعْنى يَقُول وأتمنى أَن يحدثه النّوم أَن البخت وهى الْجمال الخراسانية لَا تأتى الْعرَاق إِلَّا بعد هزالها من ثقل مَا عَلَيْهَا من الْأَمْتِعَة الَّتِى أعطَاهُ إِيَّاهَا عضد الدولة
28 - الْغَرِيب التبشك والابتشاك الْكَذِب وأبشك القَوْل وحرفه واختلقه بِمَعْنى الْمَعْنى يَقُول مَا أرْضى أَن يحدثه النّوم بحلم فبتوهمه كذبا عِنْد الانتباه فلست أطلب ذَلِك وَلَا أرضاه

الصفحة 392