كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْمَعْنى يَقُول إِذا غدرت الْحَسْنَاء لم تعد سجاياها لِأَن عَادَتهَا الْغدر وَقد وفت بالعهد إِذا غدرت لِأَن عهدها أَن لَا تبقى على عهد فوفاؤها غدر وَهَذَا // معنى حسن جدا //
7 - الْغَرِيب الفرك بِالْكَسْرِ البغض وَمِنْه قَول رؤبة
(فعَفَّ عَن أسْرارِها بعدَ الغَسَقْ ... وَلم يُضِعْها بَين فِرْك وعَشَقْ)
وفركت الْمَرْأَة زَوجهَا بِالْكَسْرِ تفركه فركا إِذا أبغضته فهى فارك وفروك وَكَذَلِكَ فركها زَوجهَا وَهَذَا الْحَرْف يخْتَص الْمَرْأَة وَزوجهَا الْمَعْنى يَقُول النِّسَاء إِذا أحببن فهن أَشد فى الْحبّ من الرِّجَال وَإِذا أبغضن كن كَذَلِك لِأَنَّهُنَّ أرق طباعا من الرِّجَال وَأَقل صبرا وَهن إِذا أبغضن جاوزن الْحَد فى البغض وَلم يكن قصدا وَقَوله فَاذْهَبْ حَشْو تمّ بِهِ الْوَزْن أى لَا تطمع فى حبها إِذا أبغضت واذهب لشأنك قَالَ الواحدى وَإِن شِئْت قلت فَاذْهَبْ فى ذَاك الفرك
8 - الْمَعْنى يُرِيد أَنَّهَا مُبَالغَة فى كلتا حالتيها من الحقد وَالرِّضَا
9 - الْإِعْرَاب الْكَاف للتشبيه يُرِيد الذى ذكرت من أَحْوَال النِّسَاء كَذَلِك وأخلاق فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ أى مثل ذَلِك أَخْلَاق وَإِن شِئْت جعلته الْخَبَر وَالضَّمِير فِي بهَا رَاجع إِلَى الْأَخْلَاق لِأَن ضلال الهادى بأخلاقهن إِذا اغْترَّ بصبابتهن الْمَعْنى يَقُول أخلاقهن كَمَا ذكرت والذى يهدى غَيره رُبمَا يضل بِهن وَيخْفى عَلَيْهِ الرشد حَتَّى يبتلى بِهن قَالَ أَبُو الْفَتْح يخلصن فى أول الْأَمر فَإِذا تمكن من قُلُوب الرِّجَال نكصن عَن وصلهن
1 - الْمَعْنى يَقُول لحب الصِّبَا فضل على غَيره وَهَذَا اعتذار مِنْهُ لِأَنَّهُ ذكر غدرهن ومساوئ أخلاقهن واستدرك على نَفسه بِأَنَّهُ لَا يقدر على مُفَارقَة هوى نَشأ عَلَيْهِ طفْلا فَهُوَ يزْدَاد على طول الْأَيَّام حِدة وَشدَّة
الصفحة 4
400