كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
وَإِن أَخذ الصُّغْرَى فقد أبقى الْكُبْرَى ويصحح هَذَا قَوْله فَإِذا قست وَالْمعْنَى أَن الْمَوْت وَإِن كَانَ لَا بُد مِنْهُ وَلَا مخلص لأحد عَنهُ فقد متعك بالإكرام عَلَيْك وَأبقى لَك أحب الشخصين إِلَيْك
13 - الْغَرِيب أغدرن مثل غادرن وَهُوَ الْإِبْقَاء وَالتّرْك وسرى أذهب وسلى أَي عزى الْمَعْنى يَقُول مُخَاطبا لَهُ إِذا تَأَمَّلت تبينت أَن حظك فِي هَذِه الْقِسْمَة أَو فِي وأكمل وَجدك أَعلَى وَأفضل لِأَن الْمنون الَّتِي قاسمك لَا مدفع لَهَا وَقد آثرتك بالحظ الأوفر واقتصرت على الْمَفْقُود الْأَصْغَر وَهَذَا الْكَلَام على تجوز الشُّعَرَاء وتزيدهم
14 - الْمَعْنى يَقُول لقد شغلت المنايا بِمَا تواصله فِي أعدائك من الْقَتْل وَمَا توجبه عَلَيْهِم من الْهَلَاك فِي الْحَرْب فَكيف تطلب المنايا شغلا بغيرهم يُشِير إِلَى أَن الْمَوْت من أعوانه إِلَى أعدائه فَكيف يتخطى إِلَى ذِي قرَابَته وَخَالف مُرَاده فِي أهل عنايته
15 - الْغَرِيب انتاشه من صرعة إِذا نعشه الْمَعْنى يَقُول كم نصرت أَسِيرًا من الزَّمَان بسيفك فاستنقذته من الْأسر وَكم من مقل عديم نصرته بنوالك وجبرته على كره الزَّمَان
16 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي رَآهُ للدهر وَهِي من رُؤْيَة الْقلب كَمَا يَقُول الْأَعْمَى رَأَيْت زيدا ذَا مَال أَي عَلمته وعدها فِيهِ ضمير للدهر وَالْمَفْعُول لأفعال سيف الدولة الْغَرِيب صال وثب واستطال صولا وصولة وَفِي الْمثل رب قَول أَشد من صول والمصاولة المواثبة والتبل الحقد والعداوة والختل افتراس الشَّيْء على خديعة وَحين غَفلَة الْمَعْنى يَقُول عد الدَّهْر فعلك نصْرَة عَلَيْهِ ومراغمة لَهُ فَلَمَّا استطال عَلَيْك بِأخذ أختك رأى نَفسه قد أدْرك حقدا لِأَنَّهُ قد حقد عَلَيْك مِمَّا فعلته من فك الْأُسَارَى وإعناء المقلين وَالْمعْنَى أَن الدَّهْر عد فعلك نصْرَة عَلَيْهِ فصَال على أختك مخاتلا غير مجاهر ومخادعا غير مُكَاثِر فَرَأى نَفسه مدْركا مِنْك ثأرا طلبه ومجازيا بضغن اعتقده
الصفحة 127