كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب الحنين صَوت يَبْعَثهُ الْحزن والاشتياق وَهُوَ الشوق أَيْضا يُقَال من إِلَيْهِ يحن حنينا فَهُوَ حَان الْمَعْنى يَقُول ولكشفت عَن نَفسك ذَا الحنين الَّذِي تَجدهُ على الْمَفْقُود بِضَرْب كشف الكروب عَن أَصْحَابك وجلاها عَنْهُم وَالْمعْنَى يَقُول لَو كَانَ هَذَا الحنين الْمُتَّصِل على رزيتك مِمَّا يستدفع بمغالبة ويستكشف بمكاثرة لكشفته بِضَرْب بَالغ وإقدام على الْمَوْت صَادِق فطالما كشف الكروب الموجعة وجلى المخافات المفزعة وَلَكِن الْمَوْت لَا يدْفع بِشدَّة وَلَا يعتصم مِنْهُ بِقُوَّة
23 - الْإِعْرَاب من روى الْمُسَمَّاة بِالرَّفْع جعل ثكلا خبر كَانَ وَمن نصب الْمُسَمَّاة جعلهَا خبر كَانَ وَنصب ثكلا بالمسماة كَقَوْلِك ضربت المعاطاة درهما الْغَرِيب الْخطْبَة الْإِرْسَال فِي طلب النِّكَاح وَالْحمام الْمَوْت والثكل الْمُصِيبَة بِالْوَلَدِ وَمَا أشبهه من الْأَحِبَّة وَذَوي الْقَرَابَة الْمَعْنى يَقُول كَانَت هَذِه الْوَفَاة خطْبَة من الْمَوْت لَا ترد وَلَا تمنع ورغبة وَإِن كَانَ أسمها ثكلا وفجعة ورزاءا ومصيبة فَهِيَ للْمَوْت فَائِدَة ومنزلة ورفعة بجلالة من ظفر بهَا وعلو مَنْزِلَته الَّتِي عرض لَهَا
24 - الْغَرِيب الكفو الْمثل والخدر الْخَيْمَة والكلة والحجال والبعل الزَّوْج الْمَعْنى يَقُول إِذا كَانَت ذَات الخدر لَا تَجِد من النَّاس كفوا أَرَادَت الْمَوْت أَن يكون بعلا لَهَا يتكفل بصيانها وَيذْهب بهَا موفيا لحق جلالتها دون أَن تتملك بِالنِّكَاحِ تملك سَائِر النَّاس وَذَوَات النظراء والأكفاء وَقَالَ الواحدي أَرَادَت الْمَوْت لِأَنَّهَا إِذا عاشت وَحدهَا لم تنْتَفع بلذة الْحَيَاة وشبابها فَاخْتَارَتْ الْمَوْت على الْحَيَاة إِذْ لم تَجِد كفوا من الْأزْوَاج
25 - الْغَرِيب اللذيذ الْمُسْتَحبّ والنفيس الرفيع الْمَطْلُوب الْمَعْنى يَقُول الْحَيَاة لَا تمل وَهِي أعز وَأحلى من أَن يملها صَاحبهَا

الصفحة 129