كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْإِعْرَاب فِي بعض النّسخ المفرق بِالرَّفْع وَهُوَ خطأ لِأَن الْمُضَاف إِذا وصف بمفرد لَا يجوز فِيهِ سوى النصب الْمَعْنى يَقُول يَا مليك والمليك وَالْملك وَالْمَالِك بِمَعْنى يُرِيد يَا أَيهَا المليك الْجَلِيل قدره الْمَشْهُور فَضله الَّذِي تسلم الْحَيَاة بموالاته ويتعرض للْمَوْت وَالْقَتْل بمعاداته وَيقسم الْعِزّ بِطَاعَتِهِ والذل بمعصيته وتفرق هَذِه الْأَحْوَال فِيمَن وَالَاهُ وَوَافَقَهُ ونابذه وَخَالفهُ
34 - الْمَعْنى يَقُول قد قلد الله دولة جعلك سيفها المحامي عَن حوزتها وحائطها المدافع عَن بيضها حساما حلاه بالمناقب والفضائل وزينه بالمحاسن والمكارم فَهُوَ يحمي تِلْكَ الدولة ويزينها ويعز تِلْكَ المملكة ويمكنها
35 - الْمَعْنى يَقُول بذلك السَّيْف أغنت هَذِه الدولة أولياءها بذلا ومكارمة وَبِه أفنت أعاديها قتلا ومراغمة فَهُوَ يحي الموَالِي بِمَالِه وَيُمِيت الأعادي بِسَيْفِهِ وَرِجَاله
36 - الْغَرِيب الاهتزاز الارتياح والوغى الْحَرْب والنصل السَّيْف الْمَعْنى يَقُول إِذا اهتز للعطاء كَانَ كالبحر فِي كَثْرَة مواهبه وَعُمُوم مكارمه وَإِذا اهتز للحرب كَانَ كالسيف فِي نَفاذ عزمه وقوته فِيمَا يحاوله من أمره
37 - الْغَرِيب الْمحل قلَّة النَّبَات فِي الأَرْض من عدم الْمَطَر والوبل الْمَطَر الْكثير الْمَعْنى يَقُول إِن سيف الدولة إِذا أَمْحَلت الأَرْض وأعتمت خطوبها كَانَ كَالشَّمْسِ المشرقة وَإِذا اتَّصَلت محولها كَانَ جوده كالسحاب المغدقة فينير إِذا استبهم الْأَمر ويجود إِذا بخل الدَّهْر
38 - الْمَعْنى يَقُول هُوَ الَّذِي يضْرب الْجَيْش إِذا اشْتَدَّ الْأَمر وصعب الْحَال وغلت الطعنة أَي عز وجودهَا وَإِذا غلت الطعنة كَانَ الضَّرْب أغْلى من الطعْن لحَاجَة الضَّارِب إِلَى مزِيد إقدام وَقَالَ ابْن فورجة يُرِيد إِذا لم يقدر على الدنو من الْعَدو قيد رمح فالدنو إِلَيْهِ قيد سيف أصعب يُرِيد أَنه يضْرب بِسَيْفِهِ حِين لَا يقدم الطاعن والضارب

الصفحة 132