كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

كَرِيمَة ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سموا كل ذكر من الْخَيل حصانا _ الْمَعْنى يَقُول لتمضين مُقَدّمَة ولتنزلن الْأَعْدَاء مقتحمة حَتَّى تصير فِي لاحم الْقرعَة ومضايق الْحَرْب المتوقعة إِلَى الْمَكَان الَّذِي لَا يجد الرمْح فِيهِ مدارا لشدَّة المجالدة وَلَا الحصان مجالا لِكَثْرَة الْمُزَاحمَة وَأَشَارَ بذلك إِلَى مَوضِع سيف الدولة من الشدَّة وتقدمه بَين أهل الْبَأْس والنجدة
9 - الْمَعْنى يَقُول لَا ألوم ملك الرّوم على تمنيه محالا من تخريب هَذِه القلعة وَذَلِكَ أَن ملك الرّوم قصد حصن الْحَدث طلبا لغرة سيف الدولة وَإِن كَانَ الَّذِي حاوله محالا لَا طمع فِيهِ وشططا لَا سَبِيل إِلَيْهِ ثمَّ بَين مَا قدمه بقوله الْبَيْت بعده
10 - الْغَرِيب البنية بِمَعْنى المبنية وَهِي فعيلة بِمَعْنى مفعولة من بني يَبْنِي بِنَاء وبنيا كَمَا فِي كتب يكْتب كتبا وكتابا والباغي الطَّالِب _ الْمَعْنى يُرِيد أَن ملك الرّوم أقلقه بُنيان هَذَا الْحصن الَّذِي كَأَنَّمَا ثبته سيف الدولة بَين أُذُنَيْهِ وَأقرهُ على قمة رَأسه لما ثَبت فِيهِ من هتك أرضه وَشدَّة أَرْكَان ملكه وَمَا شيده من ذَلِك الْبُنيان وَبلغ فِيهِ من غَايَة الإتقان
11 - الْغَرِيب القذال مُؤخر الرَّأْس وَهُوَ مَا يكون بَين جَنْبي الْقَفَا _ الْمَعْنى يَقُول كلما رام ملك الرّوم أَن يحط من ذَلِك الْحصن مَا أَعْلَاهُ سيف الدولة وَرَفعه وأتقنه وحصنه اتَّسع ذَلِك الْبُنيان عَلَيْهِ فغلبه وَعظم فِي نَفسه وقهره وَصَارَ لشدَّة إقلاقه إِيَّاه كَأَنَّمَا هُوَ على رَأسه قد غشى جَبينه وقذاله وأعجز طاقته وإحتياله
12 - الْغَرِيب الرّوم والصقالب والبلغر كل هَؤُلَاءِ كفرة والصقالب والبلغر طَائِفَتَانِ من الْعَجم تستضيف مَعَ الرّوم إِلَى طَاعَة ملكهم _ الْإِعْرَاب قَوْله فِيهَا فِي نَوَاحِيهَا وجوانبها فَحذف الْمُضَاف والآجال جمع أجل الْمَعْنى يَقُول يجمع ملك الرّوم فِي هَذِه الأَرْض هَذِه الطوائف من أَصْنَاف حزبه وأصناف كفره مستمدا لَهُم ومستجيشا على أهل هَذِه الْمَدِينَة وَيَقُول لسيف الدولة وَأَنت تجمع لهَؤُلَاء الطوائف آجالا حَاضِرَة ومنايا متوافقة إِشَارَة إِلَى وقائع سيف الدولة عَلَيْهِم وَمَا واصله من الْقَتْل فيهم

الصفحة 137