كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب الصلال جمع صلَة وَهِي الأَرْض الممطورة بَين الأَرْض غير المطمورة كَذَا قَالَ أَبُو الْفَتْح والواحدي _ وَقَالَ الْجَوْهَرِي الصِّلَة الأَرْض الْيَابِسَة والصلة وَاحِدَة الصلال وَهِي الْقطع من الأمطار المتفرقة يَقع مِنْهَا الشَّيْء بعد الشَّيْء والصلال العشب سمى باسم الْمَطَر المتفرق _ الْمَعْنى يَقُول توافيهم ببأسك الْآجَال فِي رماحك الْمَشْرُوعَة نحوهم المتبادرة إِلَيْهِم كَمَا وافت العطاش الأمطار أَو الأَرْض الممطورة فتفنيها غير مكتفية بِهَذَا _ وَقَالَ الواحدي تأتيهم بمناياهم فِي الرماح وَهِي ظامئة إِلَى دِمَائِهِمْ فتسرع إِلَيْهِم إسراع العطاش إِلَى الأَرْض الممطورة
14 - الْمَعْنى يَقُول قصد الرّوم هدم سور هَذِه الْمَدِينَة وَفرقُوا جمعهَا فضعفت عَن ذَلِك قوتهم وعجزت طاقتهم وانهزموا بَين يَدَيْهِ على أَسْوَأ حَال فبنوا من سورها مَا حاولوا هَدمه وأطالوا من بنائها مَا حاولوا حطه فَكَانَ قصدهم الْهدم وَالتَّقْصِير سَببا للْبِنَاء وإطالته لأَنهم بعثوا سيف الدولة على تحصينها
15 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي لَهَا للقلعة _ الْغَرِيب الوبال الشدَّة _ الْمَعْنى يَقُول استجروا مكايد الْحَرْب يَعْنِي آلاتها الَّتِي يُقَاتلُون بهَا ويستعملونها حَتَّى تركوها وانهزموا لأهل الْمَدِينَة وبالا عَلَيْهِم لأَنهم لما انْهَزمُوا صَارَت تِلْكَ الْآلَات زَائِدَة فِي عدتهمْ موكدة لَا متناعهم فَصَارَت الْآلَات الَّتِي أعدوها لأهل الْحَدث وبالا على الرّوم يُقَاتلُون بهَا
16 - الْمَعْنى يَقُول رب أَمر أَتَاك بِهِ أعداؤك قَاصِدين لحربك محاولين لكيدك فذممت رَأْيهمْ وَلم تحمد فعالهم وأفضت الْأَفْعَال مِنْهُم إِلَى إرادتك فَصَارَ تدبيرهم ورأيهم أغرى الْحَوَادِث بهم وَالْمعْنَى أَن الفعال هم الرّوم وَالْأَفْعَال حملهمْ مكايد الْحَرْب فهم غير محمودين وفعائلهم غير محمودة فِي الْعَاقِبَة لأَنهم لَو لم يحملوها لما ظفر بهَا المسلون وَهُوَ مَنْقُول من قَول الْحَكِيم إِذا كَانَت الْأَشْيَاء فاعلة بالطبع لم تحمد على فعلهَا لِأَن الشَّمْس لَا تحمد على حَرَارَتهَا وَلَا على ضوئها
الصفحة 138