كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْمَعْنى يَقُول سَيْفك الَّذِي قطع رِقَاب من قبلهم من الرّوم هُوَ الَّذِي قطع آمالهم مِنْك فَلَا يرجون ظفرا بك الْآن يُرِيد الضَّرْب الَّذِي قطعت بِهِ رِقَاب الرّوم فِي وقائعهم وأفنيت بِهِ أبطالهم فِي حروبك قطع مَا أَملوهُ فِي حصن الْحَدث من مكايدتك وأكذب مَا حاولوه من مغاليتك
22 - الْغَرِيب الإجفال الْإِسْرَاع والهزيمة _ قَالَ أَبُو الْفَتْح لما أجادوا ثباتهم قَدِيما وَأدّى إِلَى هلاكهم علم من كَانَ عَادَته الثَّبَات الْإِسْرَاع فِي الْهَزِيمَة خوفًا مِنْك وَقَالَ يفضله فِي هَذِه الأبيات على قوم ذِي شجاعة وثبات ليَكُون أمدح لَهُ وَكَذَا نَقله الواحدي وَالْمعْنَى الثَّبَات الَّذِي فَعَلُوهُ فِي قتالك وأفضى بهم إِلَى المهالك وأعقبهم أَشد الهزائم علم الثابتين من رِجَالهمْ وَأهل الْبَأْس من حماتهم وأبطالهم الْهَرَب مِنْك
23 - الْغَرِيب النّدب ذكر الْمَيِّت بجميل أَفعاله _ الْمَعْنى يَقُول نزلُوا فِي مَوَاضِع عرفوها تقدّمت فِيهَا مصَارِع أَهَالِيهمْ بإيقاع سيف الدولة بهم فَجعلُوا يَبْكُونَ بهَا من قتل من أبطالهم وفرسانهم وتمثلوا تِلْكَ فِي أنفسهم وتوقعوا أَن يحدث مَا يشبهها بهم لما ذكرُوا بهَا مَا صنعت بآبائهم وأعمامهم وأخوالهم
24 - الْغَرِيب تذرى تنثر وتفرق والأوصال جمع وصل وَيُرِيد بِهِ الْعُضْو _ الْمَعْنى يُرِيد أَنه لم يبعد عهد الْقَتْلَى بِهَذَا الْموضع فالريح تحمل شُعُورهمْ وأوصالهم مَوْجُودَة هُنَاكَ وَالرِّيح تلقى عَلَيْهِم أَعْضَاء المقتولين _ وَالْمعْنَى أَن الرّيح تذرى عَلَيْهِم عِظَام الْقَتْل الَّذين قتلوا بالموضع الَّذِي نزلُوا فِيهِ فيخيفهم ذَلِك ويفزعهم ويقلقهم فيهربون من بَين يَديك
25 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح الضَّمِير فِي تنذر للمصارع وَنَقله الواحدي وَيجوز أَن يكون الضَّمِير للأوصال أَي تنذر الأوصال الْجِسْم بِأَن يَزُول إِلَى مثالها قَالَ تنذر المصارع الْإِقَامَة بهَا وتريهم لكل عُضْو عضوا من المقتولين أَو الْمَعْنى تنذر بالأوصال

الصفحة 140