كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

على قتال سيف الدولة وَجعله قمرا لعلو مَنْزِلَته ورفعة قدره فيقولى كَيفَ لملك الرّوم أَن يُؤثر فِي الْقَمَر ويعترض على سَابق الْقدر لِأَن الله قد قضى لسيف الدولة بالنصر عَلَيْهِ
37 - الْغَرِيب الدَّرْب الْمدْخل من أَرض الْعَدو والأحدب جبل بِقرب حصن الْحَدث وَالنّهر مَوضِع بِقرب الْحصن والاختلاط بالشَّيْء الالتباس بِهِ وَفُلَان مخلط مزيال أَي مَوْصُوف بالشجاعة وجودة الرَّأْي وَقد وصفوا بِهِ الْفرس إِذا طلب الْخَيل لغارة خالطها وَإِذا طلبته وجدته مزيالا لَا تلْحقهُ قَالَ أَبُو زِيَاد الأيادي
(مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ مِكَرٌّ مفَرٌّ ا ... أجْوَلِيّ ذُو مَيْعَةٍ إضْرِيجُ)
_ الْمَعْنى يَقُول هَذِه القلعة دونهَا وَدون الْوُصُول إِلَيْهَا رجل مخلط مزيال كثير المخالطة للأمور يخالطها ثمَّ يزايلها يحمي حريمها وَيُقَاتل الْأَعْدَاء عَنْهَا أَو دونهَا ملك مقتدر مزيال عَن أَطْرَاف بِلَاده فَهُوَ يَثِق بِمَا يحميها من هيبته نخلط بالأعداء فِيهَا عِنْد قصدهم لَهَا سريع لَا يتَأَخَّر من سطوته فَهُوَ وَإِن بعد أدنته مِنْهُم قوته وَإِن انتزح قربته مِنْهُم مقدرته
38 - الْإِعْرَاب خالا نَصبه على الْحَال _ الْمَعْنى يَقُول إِنَّه استنقذها من الدَّهْر وَمن الْمُلُوك عصبته على كَذَا أَي قهرته وبناها فِي وجنة الدَّهْر خالا قَالَ الواحدي يجوز أَن يُرِيد بِهِ الشُّهْرَة كشهرة الْخَال فِي الْوَجْه وَيجوز أَن يُرِيد ثُبُوتهَا ورسوخها فَيكون كَقَوْل مزرد
(فَمَنْ أرْمِهِ مِنْها بسَهْمٍ يَلُحْ بِهِ ... كَشامَةِ وَجْهٍ ليْسَ للشام للشَّامِ غاسِلُ)
_ وَالْمعْنَى أَنه بناها فِي وَجه الدَّهْر كالخال الَّذِي يتزين بِهِ الْوَجْه مَعَ مُخَالفَته للونه ويحسنه مَعَ مَا ثَبت فِيهِ من حسنه فَالْمَعْنى أَن هَذِه الْمَدِينَة قد جلّ قدرهَا فَكَأَن الدَّهْر زين بهَا وَجهه ووسم برفعتها نَفسه وَهَذِه اسْتِعَارَة حَسَنَة لم يعْمل فِي بَيته مثلهَا
39 - الْإِعْرَاب اختيالا ودلالا مصدران فِي مَوضِع الْحَال _ الْغَرِيب الاختيال الزهو والتكبر والدلال الشكل والغنج ودلت الْمَرْأَة تدل بِالْكَسْرِ وتدللت فَهِيَ حَسَنَة الدل والدلال

الصفحة 145