كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
_ الْمَعْنى يَقُول هَذِه القلعة لَا تكلم وَلَا تثني وَلَكِن لَو مشت لمشت اختيالا وَلَو تَكَلَّمت لتدللت دلالا تدل على الزَّمَان حَيْثُ لم يقدر عَلَيْهَا أحد فَهِيَ تختال بِمَنْع سيف الدولة لَهَا وَتثني على الزَّمَان دلالا بمدافعته واستعار لَهَا الْمَشْي والدلال لعزتها بِسيف الدولة
40 - الْغَرِيب المطرد الْمُتَّصِل الَّذِي لَا عوج فِيهِ والأكعب العقد الَّتِي تكون بَين أنابيب الرمْح وَاحِدهَا كَعْب والأوجال المخاوف الْوَاحِد وَجل وَهُوَ الْخَوْف والفزع _ الْمَعْنى يَقُول حفظهَا من جور الزَّمَان وَمن المخاوف فقد حماها جور الزَّمَان ومخاوفة بِالرِّمَاحِ المستقيمة يُرِيد أَنه حماها من الرّوم بمسارعته إِلَيْهَا دونهم وإيقاعه عَلَيْهِم فِيهَا
41 - الْغَرِيب الْخَمِيس الْعَسْكَر الْعَظِيم وسمى خميسا لِأَنَّهُ يُخَمّس مَا يجد أَي يَأْخُذهُ وَقيل لِأَنَّهُ خمس فَوق الْمُقدمَة وَالْقلب والميمنة والميسرة والساقة والبئيس الشَّديد الْكثير الشجعان أولى الْبَأْس والافتراس الْأَخْذ وَأَصله دق الْعُنُق _ الْإِعْرَاب نصب الْأَمْوَال بِفعل مُضْمر تَقْدِيره وَيَأْخُذ الْأَمْوَال فَهُوَ من بَاب
(عَلَفْتُها تِبْنا وَماءً بارِداً ... )
الْمَعْنى أَنه أَرَادَ أَن هَذَا الْخَمِيس فِيهِ رجال أَو لَو يأس وَقُوَّة تفترس النُّفُوس وَتَأْخُذ الْأَمْوَال فَالْمَعْنى هِيَ فِي خَمِيس من جَيْشه وَكَثْرَة من جمعه كالأسود الضارية وَالسِّبَاع العادية يفترسون نفوس الْأَعْدَاء وَيَأْخُذُونَ أَمْوَالهم ويقربون إِلَيْهِم حتوفهم وآجالهم
42 - الْإِعْرَاب ظبا فِي مَوضِع خفض بالْعَطْف على قَوْله فِي خَمِيس وَنصب حَلَالا على الْحَال الْغَرِيب الظيا جمع ظبة وَهِي طرف السهْم وَالسيف قَالَ بشامة بن حزن النَّهْشَلِي
(إِذا الكُماةُ تَنَحَّوا أنْ يُصِيبَهُمُ ... حَدُّ الظُّباةِ وَصَلْناها بأيْدِينا)
_ وَأَصلهَا ظبو وَالْجمع أظب فِي أقل الْعدَد مثل أدل وظبات وظبون بِالْوَاو وَالنُّون قَالَ كَعْب
(تَعاوَرٌ أيَمانُهُمْ بَيْنَهُمْ ... كُئوسَ المَنايا بِجَدَ الظُّبِينا)
_ الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح هَذَا مثل ضربه أَي سيوفه معودة للضرب فَهِيَ تعرف بالدربة الْحَلَال من الْحَرَام _ قَالَ ابْن فورجة الْعَادة والدربة ليستا مِمَّا يعرف بِهِ الْحَلَال وَالْحرَام فِي النَّاس
الصفحة 146