كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
فَكيف فِيمَا لَا يعقل وَإِنَّمَا يَعْنِي أَن سيف الدولة غاز للروم فَلَا يقتل إِلَّا كَافِرًا قد حل دَمه فنسب ذَلِك إِلَى سيوفه _ قَالَ الواحدي هَذَا كَلَامه وَأظْهر مِنْهُ أَن يُقَال الْمَعْنى بِمَعْرِِفَة الْحَلَال من الْحَرَام أَصْحَابهَا فَكَأَنَّهُ قَالَ وَذَوي ظبا فَلَمَّا حذف الْمُضَاف عَاد الْكَلَام إِلَى الْمُضَاف إِلَيْهِ
43 - الْغَرِيب الأنيس جمَاعَة النَّاس والتفارس التقاتل والاغتيال الْقَتْل بالخديعة الْمَعْنى يُرِيد أَن أنفس الأنيس كالسباع فِيمَا تبتغيه من الْغَلَبَة وتطلبه من الاستعلاء وَالْقُدْرَة فَهِيَ تتفارس سرا وجهرة ومكاشفة وغيلة
44 - الْغَرِيب الغلاب الْغَلَبَة والاغتصاب الْأَخْذ بالقهر _ الْمَعْنى يَقُول من أطَاق أَن يَأْخُذ مِنْهُم شَيْئا قهرا لم يَأْخُذهُ سؤالا ومخادعة وَهُوَ من قَول الْحَكِيم الْغَلَبَة طبع الْحَيَاة والمسئلة طبع الْمَوْت وَالنَّفس لَا تحب الْمَوْت فَلذَلِك تحب أَخذ الشَّيْء بالغلبة
45 - الْغَرِيب الغضنفر والرئبال اسمان من أَسمَاء الْأسد معروفان _ الْمَعْنى يَقُول كل غاد مِنْهُم لِحَاجَتِهِ ومعتمد لبغيته يود لَو أَنه أَسد بَأْسا وَشدَّة واقتدارا وَقُوَّة ليتناول مَا يَقْصِدهُ بعضله ويستظهر عَلَيْهِ ببأسه وشدته وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن الرّوم لم يَفروا من بَين يَدي سيف الدولة أنفًا ومكارهة وَإِنَّمَا كَانَ فرارهم فرقا ومحاذرة لِأَن طبائع الْبشر أَن يستعملوا فِيمَا يطلبونه غَايَة قوتهم وَأَن يتناولوا ذَلِك بأبلغ قدرتهم
الصفحة 147