كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْإِعْرَاب النحول رفع بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره مَحْذُوف تَقْدِيره مَوْجُود لِأَن حَيْثُ لَا تُضَاف إِلَّا إِلَى الْجمل _ الْغَرِيب الطَّرب خفَّة تحدث عِنْد الْفَرح والحزن وروى الواحدي من ألم الشوق وروايتنا طرب الشوق على شَيْخي _ الْمَعْنى يَقُول المحبوبة الَّتِي أحبها تَشْكُو من الشوق مَا أَشْكُو إِلَيْهَا ثمَّ إِنَّه كنى عَن تكذيبها وَلم يُصَرح بِأَحْسَن الْكِنَايَات بِأَن نحولي يدل على اشتياقي وَمن لم يكن ناحلا لم يكن مشتاقا لِأَن النحول دَلِيل الشوق والمحبة _ وَقَالَ ابْن الإفليلي فِي شَرحه يَقُول لرَسُوله وَهُوَ يعاتبه تظهر من شكوى الْحبّ مَا أظهره وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا الشوق على حَقِيقَته النحول
5 - الْغَرِيب خامر خالط وَلَا بس والصب الشَّديد الشوق وَهُوَ الَّذِي يصبو إِلَى حَبِيبه _ الْمَعْنى يَقُول إِذا خالط قلب محب هوى من يُحِبهُ فملكه وَاسْتولى عَلَيْهِ وغلبه فَفِيمَا يظْهر من تغير حَاله وَيبين من تقسم باله دَلِيل لكل عين على مَا يضمره ومخبر على مَا يجنه ويستره
6 - الْغَرِيب قَالَ أَبُو الْفَتْح مادام هُنَا بِمَعْنى ثَبت كَقَوْلِه تَعَالَى {مَا دَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض} أَي ثبتَتْ وَبقيت وتحول تذْهب وتفنى الْمَعْنى يَقُول لمحبوبته زودينا من حسن وَجهك غير معرضة ومتعينا بِالنّظرِ إِلَيْهِ غير مخيبة فَحسن الْوُجُوه حَال تذْهب وتفنى وتحول ويتبدل جمَالهَا وَيَزُول لِأَن الشبيبة يتلوها الْكبر والأقتبال يُعَاقِبهُ التَّغَيُّر والهرم
7 - الْغَرِيب الْمقَام وَالْمقَام بِالْفَتْح وَالضَّم كل وَاحِد مِنْهُمَا بِمَعْنى الْإِقَامَة وَقد يكون بِمَعْنى مَوضِع الْقيام لِأَنَّك إِذا جعلته من قَامَ يقوم فمفتوح الْمِيم وَإِذا جعلته من أَقَامَ يُقيم فَهُوَ مضموم الْمِيم لِأَنَّهُ شبه ببنات الْأَرْبَع نَحْو دحرج وَقد دحرجنا وَهَذَا مدحرجنا وَقد اخْتلفت الْقُرَّاء فِي قَوْله تَعَالَى {خير مقَاما} فِي سُورَة الدُّخان فَقَرَأَ بِضَم الْمِيم ابْن كثير وَحده وَقَرَأَ حَفْص لَا مقَام لكم بِضَم الْمِيم وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر فِي الدُّخان بِضَم الْمِيم

الصفحة 149