كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب الْوَجْه مَا تَوَجَّهت إِلَيْهِ وَالْكَفِيل الضَّامِن _ الْمَعْنى قَالَ الواحدي يُرِيد لُزُوم عطائه إِيَّاه وَأَنه لَا يتَوَجَّه وَجها إِلَّا واجهه جوده فَكَأَن كل طَرِيق كَفِيل لنداه بِوَجْهِهِ وَهَذَا مَحْمُول على الْقلب أَرَادَ لي كَفِيل بِوَجْه نداه يرينيه وياتيني بِهِ وَالْقلب شَائِع فِي الْكَلَام كثير فِي الشّعْر يَقُول كل وَجه توجهته كَفِيل لي يُوَجه نداه وَيصِح الْمَعْنى من غير حمل اللَّفْظ على الْقلب وَذَلِكَ أَن مِمَّن واجهك فقد واجهته وَمن استقبلك فقد استقبلته وَالْأَفْعَال الْمُشْتَرك فِيهَا يَسْتَوِي الْمَعْنى فِي إسنادها إِلَى الْفَاعِل وَالْمَفْعُول كَقَوْلِك لقِيت زيدا ولقيني زيد وأصبت مَالا وأصابني مَال وَإِذا كَانَ للندى كَفِيل بِوَجْهِهِ كَانَ لوجهه كَفِيل بالندى وَقَالَ ابْن الإفليلي يَقُول كل وجهة أقصدها وناحية اعتمدها تتكفل بِي لسيف الدولة مزعجة لي إِلَيْهِ وتضمني لَهُ بِكَثْرَة الحض عَلَيْهِ
21 - الْمَعْنى يُرِيد أَنه لَا يسمع العذل فِي الْجُود وَغَيره يسمع وَالْمعْنَى إِذا عذل جواد فِي الْجُود فَسمع ذَلِك ووعاه ففداء هَذَا الممدوح العاذلون والمعذولون وَقَالَ ابْن فورجة يُرِيد فُؤَادك كل من عذل فِي جوده فَسَمعهُ أَو رده لِأَنَّك فَوْقه جودا وَالْمعْنَى إِذا عذل جواد على جوده وكريم على كرمه ففداؤك الْجواد وعاذله لِأَنَّك نهج سَبِيل الْكَرم وَالْمُنْفَرد بإسداء العوارف وَالنعَم
22 - الْإِعْرَاب موَالٍ مَعْطُوف على قَوْله العذول الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح الموَالِي يُرِيد بهَا العبيد هَاهُنَا أَي ينعم على العبيد وَغَيرهم بِتِلْكَ النعم مقتول حسدا وَالْمعْنَى وفداه موَالٍ شملتهم مكارمه وأحيتهم مواهبه وَمن جملَة تِلْكَ الْمَوَاهِب مَا غَيرهم من أعاديه مقتول بهَا يُرِيد أَنه يسلبها من الْأَعْدَاء ويعطيها الْأَوْلِيَاء والموالي الْأَوْلِيَاء وَبَين تِلْكَ النعم بقوله
23 - الْإِعْرَاب قَوْله فرس سَابق هُوَ خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف تَقْدِيره هِيَ فرس وَيجوز أَن يكون بَدَلا من نعم الْغَرِيب من روى سابح فَهُوَ الَّذِي يمد يَدَيْهِ فِي الْحَرْب والدلاص الدروع البراقة الملساء والزغف المحكمة النسيج وَقيل اللينة اللَّمْس
الصفحة 154