كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْمَعْنى يُرِيد انه يعْطى أولياءه هَذِه الْأَشْيَاء فَتَصِير عونا لَهُم على قتل أعدائه فَهُوَ معنى قَوْله غَيرهم بهَا مقتول فَبين مَا يَهبهُ بِأَنَّهُ من الْخَيل وَالسِّلَاح مِمَّا يُؤذن للَّذي يَهبهُ لَهُ بمقارعة الْأَعْدَاء والتوطين على الصَّبْر عِنْد اللِّقَاء
24 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح يَعْنِي بالغيوث سيف الدولة وبالسيول موَالِيه ضربه مثلا وَذَلِكَ أَن السَّيْل يكون عَن الْغَيْث فَكَذَلِك موَالِيه بِهِ اقتدوا وغزوا وَقَالَ الواحدي إِذا أَتَت موَالِيه ديار عَدو للغارة قَالَ الْعَدو تِلْكَ الَّتِي رأيناها قبل كَانَت بِالْإِضَافَة إِلَى هَؤُلَاءِ غيوثا بِالْإِضَافَة إِلَى السُّيُول يذكر كَثْرَة موَالِيه
25 - الْغَرِيب دهمته جَاءَتْهُ على بَغْتَة وفجأة والزرد حلق الدرْع والنسيل والنسال بِالضَّمِّ مَا يسْقط من ريش الطير ووبر الْبَعِير وَغَيره الْمَعْنى يُرِيد أَن درع الْعَدو صَارَت كالريش والوبر لقلَّة إغنائها عَنْهُم يُرِيد أَنَّهُمَا غشيتهم بِقُوَّة من الضَّرْب وَشدَّة من الطعْن يتطاير مَعهَا حلق الدرْع الَّتِي قد أحكم سردها وضوعف نسجها كتطاير النسيل عَن الطير وَالدَّابَّة فَيذْهب وَلَا ينْبت وَيسْقط وَلَا يسْتَمْسك
26 - الْغَرِيب الْخَمِيس الْجَيْش الْعَظِيم والرعيل الْقطعَة من الْخَيل تقدم الْجَيْش والقنص الصَّيْد الْمَعْنى يُرِيد أَن خيله تصيد خيل الْعَدو والقليل من جَيْشه يأسر الْكثير من عدوه والقطعة من خيله تستأسر الْخَمِيس الَّذين هم خمس كتائب الْقلب والجناحان والمقدمة والساقة فتقتنصها مقتدرة عَلَيْهَا وتغلبها مسرعة إِلَيْهَا ويغلب الْيَسِير مِنْهَا الْجمع الْعَظِيم يُشِير إِلَى سعادته وَأَن سعده يضمن لَهُ ذَلِك
27 - الْإِعْرَاب من روى أَنه فَالضَّمِير رَاجع إِلَى الهول وَمن روى أَنَّهَا فَالضَّمِير رَاجع إِلَى الْحَرْب ويقوى التَّذْكِير أَن زعم الهول يُوجب رد الضَّمِير إِلَيْهِ ويقوى التَّأْنِيث أَن أَعرَضت للحرب فَحسن تَأْنِيث الضَّمِير لأجل تأنيثها الْمَعْنى يُرِيد أَنه لَا يهوله شَيْء يرَاهُ وَكَأن الهول يَقُول لَهُ لَا يهولنك مَا ترى وَذَلِكَ أَن التهويل يكون بالْكلَام أَي أَن الْحَرْب إِذا اعترضت لسيف الدولة بادية وعنت لَهُ مسعرة صَار هولها فِي عَيْنَيْهِ لشدَّة جراءته وَمَا يحذر مِنْهَا لإقدامه وأنفته كالتهويل الَّذِي يسْتَقلّ فَلَا تحذر عاقبته ويؤمن فَلَا يعلق بالنفوس مخافته

الصفحة 155