كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- 1 الْإِعْرَاب بريا وسليما حالان ومحبي منادى مُضَاف أَي يَا محبي قيامي الْغَرِيب الْقيام الْإِقَامَة وَالْقِيَام الْوُقُوف من قَامَت الدَّابَّة إِذا وقفت وَجمع الْكِنَايَة فِي ذَلِكُم لِأَنَّهُ يُخَاطب جمَاعَة وَقيل الْقيام هَاهُنَا الْقيام إِلَى الشَّيْء أَو بالشَّيْء الْمَعْنى يَقُول أَيهَا المحبون قيامي إِلَى الْحَرْب مَا لنصلكم لَا يقتل وَلَا يجرح وَلَيْسَ فِيهِ آثَار الضَّرْب يُرِيد لم لَا تُعِينُونِي بِالضَّرْبِ إِن أَحْبَبْتُم مقَامي وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يَا من يحب مقَامي وتركي الْأَسْفَار والمطالب وَلم أجرح بنصلي أعدائي وأقتلهم بِهِ
2 - الْغَرِيب الفرند يُقَال بِفَتْح الرَّاء وَكسرهَا وَهُوَ مُعرب وَهُوَ جَوْهَر يسْتَدلّ بِهِ على جودة السَّيْف كالآثار والنقط والهام الرَّأْس والنصل السَّيْف الْمَعْنى يُرِيد أرى من قوتي ونشاطي قِطْعَة من فرند هَذَا السَّيْف يُرِيد أَن للسيف حِدة ومضاء كحدته ومضائه وَإِذا لم يكن السَّيْف جيد الصقل لم يجد بِهِ الضَّرْب وَإِذا نصب وجودة فَمَعْنَاه أرى جودة الضَّرْب فِي جودة صقله أَي قد أجيد صقله ليجود بِهِ الضَّرْب
3 - الْغَرِيب خضرَة ثوب الْعَيْش اسْتِعَارَة من خضرَة النَّبَات والنبات إِذا كَانَ أَخْضَر كَانَ رطبا نَاعِمًا ويحمد من السَّيْف مَا كَانَ مشربا خضرَة كَقَوْل الشَّاعِر
(مُهَنَّدٌ كأنَّمَا طابِعُهُ ... اشْرَبَهَ بالهِنْدِ ماءَ الهِنْدَبا)
وَقد قَالَ البحترى
(حَمَلَتْ حَمائِلُهُ القَدِيِمَةُ بَقْلَةً ... مِنْ عَهْدِ عادٍ غَضَّةً لَمْ تَذْبُلِ)
واحمرار الْمَوْت شدته وَمَوْت أَحْمَر أَي شَدِيد وَأَصله من الْقَتْل وجريان الدَّم ومدرج النَّمْل مدبه وَهُوَ حَيْثُ درج فِيهِ بقوائمه فأثر آثارا دقيقة الْمَعْنى جعل النصل مدرج النَّمْل لما فِيهِ من آثَار الفرند فَيَقُول طيب الْعَيْش فِي السَّيْف أَي فِي اسْتِعْمَاله وَالضَّرْب بِهِ

الصفحة 160