كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

وَمن روى فَيشفع بِالرَّفْع عطفه على قَوْله يرى وَمن نَصبه جعله جَوَابا لِلتَّمَنِّي كَقِرَاءَة حَفْص عَن عَاصِم لعَلي أبلغ الْأَسْبَاب أَسبَاب السَّمَوَات فَأطلع بِالنّصب الْغَرِيب الشَّفَاعَة السُّؤَال لصَاحب الْأَمر فِي عَفْو وَغَيره تَقول تشفعت إِلَيْهِ فِي زيد فشفعني فِيهِ تشفيعا واستشفعته إِلَى فلَان سَأَلته أَن يشفع لي إِلَيْهِ الْمَعْنى يَقُول لَعَلَّ الْأَمِير الممدوح إِذا رأى ذلي وضعفي فِي الْهوى يشفع لي إِلَى من أحبها يضْرب فِي الْمثل فِي الْعِشْق لتواصلي بِشَفَاعَتِهِ قَالَ الواحدي هُوَ من قَول أبي نواس
(سأشْكو إِلَى الفضْل بنِ يَحْيى بنِ خالِدٍ ... هَوَاها لَعَلَّ الفَضْلَ يَجْمَعُ بَيْنَنا)
وَقَول أبي نواس احسن من قَول المتنبي لِأَن الْجمع يُمكن بَان يُعْطِيهِ مَا يتَوَصَّل بِهِ إِلَى محبوبته والشفاعة تكون بِاللِّسَانِ وَذَلِكَ نوع قيادة على أَنِّي سَمِعت الْعَرُوضِي يَقُول سَمِعت الشعراني يَقُول لم أسمع أَبَا الطّيب ينشده إِلَّا فيشفعني من قَوْلهم كَانَ وترا فشفعته بآخر وَإِلَى آخر فَيكون كَقَوْل أَبى نواس
9 - الْغَرِيب الاعتقال أَن يحمل الرمْح بَين سَاقه وركابه الْمَعْنى يَقُول علمت وتيقنت أَن الممدوح يطْلب بدمى إِن سفكته الحبيبه وَيَأْخُذ مِنْهَا ثَأْرِي وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْته قد اعتقل رمحه عِنْدَمَا توجه لقِتَال الْأَعْدَاء فَعلمت أَنه يدْرك ثأر أوليائه قَالَ الواحدي هُوَ من قَول المؤمل
(لَمَّا رَمَتْ مًهْجَتِي قالَتْ لِجارِتِها ... إنّي قَتَلْتُ قَتِيلاً مَا لَهُ خَطَرُ)

(قَتَلْتُ شاعِرَ هَذَا الحَيَ مِنً مُضَرٍ ... وَاللَهِ وَاللَهِ مَا تَرْضَى بِهِ مُضَرُ)

10 - الْغَرِيب يروي فضل نائله وَهُوَ الْعَطاء وزحل نجم من النُّجُوم السيارة وَهُوَ أبعدها عَن الأَرْض وسمى زحلا لِأَنَّهُ زحل وتنحي وَهُوَ معدول عَن زاحل كعمر عَن عَامر الْمَعْنى يَقُول علمت أنني فَهُوَ مَعْطُوف على قَوْله أَن سعيدا أَي وأنني غير قَادر على إحصاء فَضله وَفضل أَبِيه أَو فضل عطائه وَإِنِّي أنال زحلا دون نيلي لوصفه وَهَذَا من الْمُبَالغَة
11 - الْإِعْرَاب رفع قيل على حذف الِابْتِدَاء أَي هُوَ قيل وَقَالَ قوم هُوَ بدل من قَوْله طَالب خبر أَن فِي الْبَيْت الأول ومثواه مُبْتَدأ خَبره بمنبج ونائله

الصفحة 166