كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

مُبْتَدأ وَخَبره فِي الْأُفق وَيسْأل فِي مَوضِع الْحَال وَالْبَاء مُتَعَلقَة بالاستقرار وَعَن مُتَعَلق بيسأل الْغَرِيب منبج بلد بِالشَّام يبعد عَن الْفُرَات مرحلة والقيل بلغَة حمير الْملك الْعَظِيم والمثوى الْمنزل ثوى بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ وَنزل بِهِ وَمِنْه قِرَاءَة حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {لنثوينهم من الْجنَّة غرفا} الْمَعْنى يُرِيد أَنه مُقيم بمنبج وعطاؤه يطوف الْآفَاق يسْأَل عَمَّن سَأَلَ غَيره من النَّاس ليغنيه عَن مسئلتهم أَو يعتبه إِذْ لم يسْأَل هَذَا الممدوح فَهُوَ يَأْتِي إِلَى كل سَائل وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول الطَّائِي
(فأضْحَت عَطاياهُ نَوَازِعَ شُرَّدَا ... تْائِلُ فِي الآفاقِ عَنْ كُل سائِلِ)
وَمن قَول أبي الْعَتَاهِيَة
(وَإنْ نَحْنُ لَمْ نَبْغِ مَعْرُوفَهُ ... فَمَعْرُوفُهُ أبَداً يَبْتَغِينَا)
وَمن قَول الطَّائِي أَيْضا
(وَفَدَتْ إِلَى الأقْطارِ مِنْ مَعْرُوفهِ ... نِعَمٌ تُسائِلُ عَنْ ذَوِي الإقْتارِ)
وَمن قَوْله أَيْضا
(فإنْ لم يَفِدء يَوْما إلَيْهِنَّ طالِبٌ ... وَفَدْنَ إِلَى كْلّ امْرِئٍ غَيرِ طالِبِ)
وَقد أَخذ هَذَا الْمَعْنى السرئ الْموصِلِي بقوله
(بَعَثَ النَّدَى فِي الخافِقَيْنِ ... مُسائِلاً عَنْ كْلّ سائِلْ)

12 - الْغَرِيب الْغرَّة غرَّة الْوَجْه وَهُوَ الْبيَاض الَّذِي يكون فِي وَجه الْفرس والهيجاء الْحَرْب يقصر ويمد الْمَعْنى يُرِيد أَن وَجهه لحسنه يضئ كالبدر فِي ظلام اللَّيْل وَإِذا لَقِي الْأَعْدَاء فَإِن الْمَوْت يحمل مَعَه ويصول عَلَيْهِم فيقتلهم فالموت من أعوانه
13 - الْغَرِيب كلاب قَبيلَة وجناب قَبيلَة عدوه وَقَوله يسْبق العذلا هُوَ مثل يُقَال سبق السَّيْف العذل وَأَصله من قَول رجل قتل فِي الْحَرْب فعذل على ذَلِك فَقَالَ سبق سَيفي عذلكم الْمَعْنى يَقُول ترابه كحل لأعين كلاب يكتحلون بِهِ هَذَا قَول الواحدي وَقَالَ أَبُو الْفَتْح ترابه فِي أعين كلاب لِأَنَّهُ لَا تغبهم غاراته وقساطله وَلَا يغمد عَنْهُم سَيْفه

الصفحة 167