كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب سَمَاء الْفَخر اسْتِعَارَة حَسَنَة والمخترق مَوضِع الاحتراق وَيُرِيد بِهِ المصعد فِي الْهَوَاء كَأَنَّهُ يشق الْهَوَاء والنور مَا أشتهر وَسَار من فَضله الْمَعْنى يَقُول لفخره علو وارتفاع فنوره يصعد فِي سَمَاء الْفَخر وَلَو صعد فكر واصفه فِي ذَلِك النُّور طول دهره مَا نزل لِأَنَّهُ يصعد على إِثْر ذَلِك النُّور فَلَا يلْحقهُ لِأَنَّهُ قد علا فَوق كل شَيْء ذكره وَصيته علوا لَا يدْرك بالوهم والفكر
15 - الْإِعْرَاب لم يصرف تَمِيم لِأَنَّهُ أَرَادَ الْقَبِيلَة فَاجْتمع فِيهِ التَّعْرِيف والتأنيث وقدما بِمَعْنى قديم وَهُوَ مَنْصُوب لِأَنَّهُ نعت ظرف مَحْذُوف يُرِيد زَمَانا قَدِيما الْغَرِيب الْحِين الْهَلَاك وبادت هَلَكت وَكَانَ حَقه أَن يَقُول ساقت إِلَيْهِم آجالهم حينهم لِأَن الْأَجَل يَسُوق الْحِين وَلكنه قلب فَجعل الْحِين يَسُوق الآجل وَهُوَ جَائِز لقرب أَحدهمَا من الآخر لِأَن الْأَجَل إِذا تمّ وانقضى حصل الْحِين فَكَأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا سائق للْآخر الْمَعْنى يُرِيد أَنه الْأَمِير المطاع فِي قومه الَّذِي كَانَ هَلَاك بني تَمِيم بِهِ وعَلى يَده زَمَانا قَدِيما وَبِه سَاق الْحِين إِلَيْهِم آجالهم
16 - الْمَعْنى يَقُول هُوَ طيب الأَصْل لِأَن جده كَانَ مبرأ من الْعُيُوب وَهُوَ مبارك يسْتَنْزل بِهِ الْقطر من الْغَمَام فيسقى الله بِهِ وَهُوَ عذب الْأَخْلَاق يستحلى خلقه كَأَنَّهُ معسول ممزوج بالعسل
17 - الْغَرِيب الْعوَان الَّتِي قوتل فِيهَا مرّة بعد أُخْرَى وَالْحلَل جمع حلَّة وَهِي الْمنَازل الَّتِي حلوها الْمَعْنى يَقُول لما رأى بَنو تَمِيم هَذَا الممدوح وخيله المنصورة قد أَقبلت إِلَيْهِم وَلم تقَاتلهمْ بعد تركُوا مَنَازِلهمْ وَهُوَ بوافي أول الْأَمر قبل الْقِتَال وَقَالَ الواحدي لَا يجوز أَن يكون خيل النَّصْر اسْتِعَارَة لِأَنَّهُ يلْزم من وجود النَّصْر وإقباله انهزام الْعَدو فَلَا يكون فِيهِ مدح وَإِنَّمَا مُرَاده أَنهم لما رَأَوْا خيله مقبلة انْهَزمُوا لعلمهم أَنهم المنصورون فِي جَمِيع الحروب
18 - الْغَرِيب قَالَ أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ رأى فِي هَذَا الْبَيْت لَيست من رُؤْيَة الْعين
الصفحة 168