كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْمَعْنى يَقُول أَهلا وسهلا ومرحبا بِالَّذِي أرْسلت بِهِ وَهُوَ كالتحية فَكف عَمَّا تهدي إِلَى فقد غمرني إحسانك وعمني أفضالك
4 - الْإِعْرَاب من نصب هَدِيَّة نصبها على الْمصدر أَي أهديت هَدِيَّة أَو أرْسلت إِلَى هَدِيَّة فَتكون مفعولة وَمن رَفعهَا جعلهَا خبر ابْتِدَاء الْمَعْنى يُرِيد هَذِه هديتك الَّتِي بعثت إِلَى بهَا مَا رَأَيْت مهديها يعْنى الممدوح إِلَّا رَأَيْت النَّاس كلهم فِي شخص رجل وَاحِد يَعْنِي أَن الله جمع مَا فِي النَّاس من مَعَاني الْفضل وَالْكَرم وَهُوَ من قَول أبي نواس
(لَيْسَ عَلى الله بِمُسْتَنْكَرِ ... أنْ يَجْمَعَ الْعالَم فِي وَاحِدِ)
وَقد كرر أَبُو الطّيب هَذَا الْمَعْنى فِي مَوَاضِع كَثِيرَة
5 - الْغَرِيب الْبركَة الْحَوْض وَالْجمع برك الْمَعْنى يَقُول أقل شَيْء فِي أقل هَذِه الْهَدِيَّة سمك بِهَذِهِ الصّفة وَأَرَادَ بِالْبركَةِ الْإِنَاء الَّذِي كَانَ فِيهِ الْعَسَل وَيُرِيد أَنَّهَا كَانَت كظيمه
6 - الْإِعْرَاب أكافي أَصله أكافي إِلَّا أَنه أبدل الْهمزَة على غير قِيَاس يَاء وأجراها مجْرى الْوَقْف فِي الْوَصْل الْغَرِيب الْيَد النِّعْمَة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {بل يَدَاهُ مبسوطتان} أَي نعمتاه على عباده بالرزق فِي الدُّنْيَا وَالرَّحْمَة فِي الْآخِرَة الْمَعْنى يَقُول كَيفَ أكافي من لَا يعْتَقد فِي أجل نعْمَة لَهُ عِنْدِي أَنَّهَا نعْمَة اسْتِخْفَافًا بهَا وتصغيرا والمكافأة مُقَابلَة الشَّيْء بِمثلِهِ وَمِنْه زيد كُفْء لهِنْد أَي مثلهَا

الصفحة 173