كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- 1 الْإِعْرَاب هاتا اسْم إِشَارَة إِلَى المخايل الْغَرِيب المخابل الْبَرْق وَمَا يسْتَدلّ بِهِ على الْمَطَر وَيُقَال المخيلة السحابة الخليقة بالمطر والودق الْمَطَر وَالْخلف الِاسْم من الإخلاف فِي الْوَعْد الْمَعْنى يَقُول لصاحبيه اصبرا قَلِيلا تريا من أَمْرِي شَأْنًا عَظِيما فقد ظَهرت مخايله وَمَا شهد لي بتحقيق مَا كنت أعلم وأعدكما من نَفسِي من قتل الْأَعْدَاء وبلوغ الآمال وَإِنِّي لَا أخلف الْوَعْد وَلَا القَوْل فقد بَان مَا كنت أَقُول لَكمَا
2 - الْإِعْرَاب من روى آخر بِالرَّفْع فَهُوَ عطف على الْموضع من قَوْله صائب كَقِرَاءَة الْجَمَاعَة سوى على بن حَمْزَة مالكم من إِلَه غَيره بِالرَّفْع وَمن نَصبه جعله عطفا عل لفظ صائب وَمن صائب كَقَوْلِك جَاءَ الْقَوْم من ضَاحِك وَبَاكٍ فَهِيَ للتَّبْعِيض الْغَرِيب خساس النَّاس أراذلهم والصائب بِمَعْنى الْمُصِيب يُقَال صابه يُصِيبهُ وأصابه يُصِيبهُ فَهُوَ صائب ومصيب فصائب من الثلاثي ومصيب من الرباعي وَجَاء من الثلاثي قَول بشر بن أبي خازم
(تُسائِلُ عَنْ أخِيها كُلَّ رَكْبٍ ... وَلمْ تَعْلَمْ بأنَّ السَّهْم صَابا)
الْمَعْنى يَقُول رماني أَي عابني أراذل النَّاس فَمنهمْ من رماني بِعَيْب هُوَ فِيهِ وَهُوَ الِابْنَة فَانْقَلَبَ قَوْله عَلَيْهِ فَأصَاب استه بِالْعَيْبِ الَّذِي رماني بِهِ وَآخر لم يُؤثر فِي كَلَامه لحقارته فَهُوَ كمن يرميني بِقِطْعَة قطن لعدم التَّأْثِير وَقَالَ الربعِي من صائب استه يُرِيد من ضعفه إِذا رمى يُصِيب استه فَحَمله على قَوْله
(وآخَرُ قُطْنٍ مِن يدَيْهِ الجَنادِل ... )
وَهُوَ قَول فَاسد لأَنا لَا نرى فِي الموصوفين بالضعف من يَرْمِي بِحجر أَو غير حجر مِمَّا ترمي بِهِ الْيَد فَيُصِيب استه وَإِنَّمَا هُوَ مثل ضربه لعائبه
3 - الْإِعْرَاب علمي مفعول يجهل وَقَوله أَنه مفعول علمي أَي يجهل معرفتي بجهله بِي الْمَعْنى قَالَ الواحدي يُرِيد وَمن رجل آخر لَا يعرفنِي وَلَا يعرف جَهله فهاتان

الصفحة 174