كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
جَهَالَتَانِ ويجهل أَنِّي أعلم أَنه جَاهِل بِي وَهُوَ من قَول الْحَكِيم الَّذِي لَا يعلم بعلته لَا يتَوَصَّل إِلَى برئها
4 - الْإِعْرَاب مَالك الأَرْض نصب على الْحَال كَقِرَاءَة مُحَمَّد بن السميفع الْيَمَانِيّ أنقلب على وَجهه خاسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بِالنّصب وعَلى ظهر السماكين فِي مَوضِع الْحَال تَقْدِيره رَاكِبًا ظهر السماكين الْغَرِيب الْمُعسر الْقَلِيل المَال من الْعسر وَهُوَ خلاف الْيُسْر والسماكان السماك الرامح والسماك الأعزل وهما سِتَّة أنجم كل سماك ثَلَاثَة الْمَعْنى يَقُول لَا يعلم الْجَاهِل أَنِّي إِذا ملكت الأَرْض كلهَا كنت فِي حَال الْعسر عِنْد نَفسِي وَمُقْتَضى همتي وَإِذا عَلَوْت ظهر السماكين كنت رَاجِلا لاقْتِضَاء همتي مَا فَوق ذَلِك ومثليه للخليل بن أَحْمد
(لوْ كنْتَ تعْلَمُ مَا أقُولُ عَذرْتَنِي ... أوْ كنتَ أجْهَلُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكا)
(لَكِنْ جَهِلْتَ مَقالَتِي فعَذَلْتَنِي ... وَعَلِمْتُ أنَّكَ جاهِلً فَعذَرْتُكا)
وَمثله للْآخر
(جَهِلْتُ ولَمْ تَعْلَمْ بأنَّكَ جاهِلً ... فَمنْ لي بأنْ تَدَرى بأنَّكَ لَا تَدْرى)
5 - الْمَعْنى يَقُول همتي تحقر عِنْدِي الْأَشْيَاء النفيسة فتريني كل شَيْء أطلبه حَقِيرًا والغاية الْبَعِيدَة فِي عَيْني قَصِيرَة وَذَلِكَ لشرف همته وعلوها وَهَذَا من حمقه المتزايد
6 - الْغَرِيب الطود الْجَبَل الْعَظِيم ومناكبه أعاليه والضيم الذل والزلازل جمع زَلْزَلَة الْمَعْنى يُرِيد أَنه لم يزل ثَابتا ذَا وقار طودا لَا يحركه شَيْء حَتَّى ظلم فَلم يصبر على الظُّلم فَكَأَنَّهُ حرك لدفع الضيم عَنهُ وَهَذَا كُله يعظم شَأْن نَفسه
7 - الْغَرِيب قلقل حرك وَيُرِيد بالحشا مَا فِي دَاخل جَوْفه وقلاقل عيس جمع قلقل وَهِي النَّاقة الْخَفِيفَة وناقة قلقل وَفرس قلقل إِذا كَانَا سريعي الْحَرَكَة والقلاقل الثَّانِيَة جمع قلقلة وَهِي الْحَرَكَة قَالَ أَبُو الْفَتْح الضَّمِير فِي كُلهنَّ للعيس لَا للقلاقل يَقُول قلاقل القلاقل كَمَا تَقول سراع السراع وخفاف الْخفاف وكقولك أفضل الْفُضَلَاء وَهُوَ أبلغ فِي الْوَصْف من أَن يعود على القلاقل
الصفحة 175