كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْمَعْنى قَالَ الواحدي حركت بِسَبَب الْهم الَّذِي حرك نَفسِي نوقا خفافا فِي السّير يَعْنِي سَافَرت وَلم أعرج بالْمقَام الَّذِي يلحقني فِيهِ الضيم قَالَ وَيجوز أَن تكون القلاقل الثَّانِيَة بِمَعْنى الأولى فَيَقُول خفاف إبل كُلهنَّ خفاف وَنقل مَا قَالَ أَبُو الْفَتْح وَعَابَ الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد أَبَا الطّيب بِهَذَا الْبَيْت وَقَالَ مَاله قلقل الله أحشاءه وَهَذِه القافات الْبَارِدَة وَلَا يلْزمه من هَذَا عيب فقد جرت الْعَادة بذلك وَقَالَ أَبُو نصر بن الْمَرْزُبَان ثَلَاثَة من الشُّعَرَاء رُؤَسَاء شلشل أحدهم وسلسل الثَّانِي وقلقل الثَّالِث فَالَّذِي شلشل الْأَعْشَى وَهُوَ من رُؤَسَاء شعراء الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ الَّذِي يَقُول
(وَقدْ غَدَوْتُ إِلَى الحْانُوت يَتْبَعُنِي ... شاوٍ مِشَل شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ)
وَالَّذِي سلسل مُسلم بن الْوَلِيد وَهُوَ من رُؤَسَاء الْمُحدثين
(سُلَّتْ وَسَلَّتْ ثُم سَّلَّ سَّليلُها ... فَأتى سَليِلُ سَليِلها مسَْلُولا)
وَأما الَّذِي قلقل فالمتنبي قَالَ الثعالبي فَقَالَ لي أَبُو نصر فبلبل أَنْت فَقلت لَهُ أخْشَى أَن أكون رَابِع الشُّعَرَاء أعنى قَول من قَالَ
(الشُعَرَاءُ فاعْلَمَنَّ أرْبَعَهْ ... )

(فشاعِرٌ يَجْري وَلا يُجْرَى مَعَهْ ... )

(وَشاعِرٌ يُنْشِدُ وسْطَ المَعْمَعَهْ ... )

(وشاعِرٌ مِنْ حَقِّه أنْ تَسْمَعَهْ ... )

(وشاعِرٌ مِنْ حَقِّه أنْ تَصْفَعَهْ ... )
قَالَ ثمَّ قلت بعد مُدَّة من الدَّهْر
(وإذَا البَلابِلُ أفْصَحَتْ بلْغاتهَا ... فانْفِ الَبَلابِلَ باحتِساءِ بَلابلِ)
وَفِي هَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ مَا يرد قَول ابْن عباد ويبطله مَا جَاءَ مثله عَن رُؤَسَاء الشُّعَرَاء
8 - الْغَرِيب واراه ستره والمشاعل جمع مشعلة وَهِي النَّار الموقدة والمشعلة (بِكَسْر الْمِيم) الْآلَة الَّتِي تحمل فِيهَا النَّار الْمَعْنى يَقُول إِذا سترنا اللَّيْل بظلامه أسرعت هَذِه الْإِبِل حَتَّى تصطك الْحِجَارَة بَعْضهَا بِبَعْض وتنقدح النَّار فنرى مَالا نرَاهُ بضوء المشاعل وَهَذَا من الْمُبَالغَة
9 - الْغَرِيب الوجناء النَّاقة الغليظة الوجنات وَيُقَال هُوَ من الوجين وَهُوَ مَا غلظ من الأَرْض

الصفحة 176