كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
وَقَالَ الْأَعْوَر الشني
(خُذِ العَفْوَ وَاغْفِرْ أَيهَا المرْءُ إِنَّنِي ... أرَى الحلمَ مَا لم تَخْشَ مَنقَصه غُنْما)
20 - الْغَرِيب انهدت سَقَطت وناء بِهِ الْحمل أَي أثقله وَمِنْه قَوْله تَعَالَى لتنوء بالعصبة أَي تثقل وَالْحمل بِالْكَسْرِ مَا كَانَ على ظهر وبالفتح مَا كَانَ فِي بطن أَو شَجَرَة أَو نَخْلَة وَيُقَال فِي النّخل وَالشَّجر أَيْضا بِالْكَسْرِ وناء نَهَضَ وناء أَيْضا سقط وَهُوَ من الأضداد الْمَعْنى يَقُول لَوْلَا أَن الممدوح تولت نَفسه حمل حلمه عَن الأَرْض ونهضت بِهِ دونهَا لعجزت الأَرْض عَن حمله وأثقلها وَلم تطق حمله وَلما كَانَ الْحلم يُوصف بالثقل والحليم بالرزانة وَيُشبه بالطود شاع هَذَا الْكَلَام فِي وصف الْحَلِيم وَالْمعْنَى لَو كَانَ الْحلم جسما لَكَانَ من الثّقل بِهَذِهِ الصّفة
21 - الْغَرِيب الآمال جمع أمل وَهُوَ مَا يَرْجُو الْإِنْسَان من الْخَيْر والحياة والسبل جمع سَبِيل وَهُوَ الطَّرِيق الْمَعْنى يَقُول تَبَاعَدت آمال النَّاس عَن جَمِيع الْمَقَاصِد لِأَنَّهَا تَوَجَّهت إِلَيْك وَإِلَى قصدك دون غَيْرك من النَّاس فَلم تَجِد سَبِيلا إِلَّا إِلَى قصدك وَقصد بابك
22 - الْغَرِيب هَب الرجل من نَومه إِذا أستيقظ قَالَ الشَّاعِر
(أَلا أَيهَا النُّوَّامُ مِنْ نَوْمِكُمْ هُبُّوا ... أُسائِلْكُمُ هَل يَقْتلُ الرَّجلَ الحُبُّ)
وَهُوَ فعل مَوْضُوع لقُوَّة الشَّيْء ونشاطه فَمِنْهُ هَب النَّائِم من نَومه لِأَنَّهُ يُفَارق السّكُون وهبت الرّيح إِذا جَاءَت بعد سُكُون وهب التيس إِذا نشط للسفاد وهب السَّيْف إِذا أهتز للْقطع وَالسري مصدر سرى والندى الْكَرم الْمَعْنى يَقُول من كَثْرَة عطاياه وَكَرمه قد شاع فِي الْآفَاق فَهِيَ تنادي القاعدين عَن طلبه استيقظوا من نومكم واسروا إِلَيْهِ فَهُوَ يُغني عَن قَصده وَاعْلَمُوا أَن الْبُخْل قد هلك بِوُجُودِهِ وجوده
23 - الْغَرِيب الإنجاز من نجز الشَّيْء بِالْكَسْرِ ينجز نجازا انْقَضى وفنى قَالَ النَّابِغَة
(وكُنْتَ رَبيِعا للْيتَامى وَعِصْمَةً ... فُملكُ أبي قابوسَ أضْحى وَقدْ نَجُزْ)
الصفحة 188