كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب البلبال شدَّة الْهم والحزن الْمَعْنى يَقُول بِقدر مَا ينقص من جسمي من الوجد يزِيد فِي همي وحزني فبقدر زِيَادَة الْحزن نُقْصَان فِي الْجِسْم وطابق بَين الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان
3 - الْغَرِيب قَوْله الدمنتين تَثْنِيَة دمنة وَجَمعهَا دمن وَهِي آثَار الدَّار والدو الأَرْض الواسعة المستوية القفرة من ريا هِيَ أسم امْرَأَة وَالْمرَاد من دمن ريا فَحذف للْعلم بِهِ كَقَوْل زُهَيْر
(أمِنْ أُمّ أوْ فَي دِمْنَةٌ لم تَكَلَّمِ)
يُرِيد من دمن أم أوفى وَالْحَال شامة تخَالف لون الْوَجْه والشامة تكون فِي الْوَجْه والجسم الْمَعْنى يَقُول قف بدمن هَذِه المحبوبة لتنظر آثارها وتذكر مَا كَانَ فِيهَا من اهلها فقد بقيت كَأَنَّهَا خالان فِي خد فَشبه آثَار سَواد الديار فِي سَعَة الأَرْض بخالين فِي خد
4 - الْغَرِيب الطلول مَا بقى من آثَار الدَّار وَاحِدهَا طلل وَهُوَ الَّذِي بقى شخصه يُقَال طلل وأطلال وطلول الْمَعْنى يُرِيد أَن الطلول الشاخصة الْبَاقِيَة تلوح فِي العراص كَالنُّجُومِ فِي اللَّيَالِي الْمظْلمَة والعراص لَا تدرس بل هِيَ وسط الدَّار وَالْمعْنَى طلول الأحباب لائحات فِي عراص خاليات فَهِيَ تلوح فِيهِنَّ كَمَا تلوح النُّجُوم فِي اللَّيَالِي المظلمات
5 - الْغَرِيب النؤى جمع نؤى كدلو ود لي وحقو حَقي وَأَصلهَا نؤوي فاجتمعت الْوَاو وَالْيَاء وسبقت أحداهما بِالسُّكُونِ فقلبت الْوَاو يَاء وأدغمت فِي لَام الْكَلِمَة وَكسرت الْهمزَة الَّتِي هِيَ عين الْكَلِمَة لأجل الْيَاء فَجرى مجْرى عصي وحلي وَلَو قيل نئي لجَاز كَمَا قيل فِي نَظَائِره والنؤى مَا يحْفر حول الْبَيْت ليقيه أَن يدحله مَاء الْمَطَر كالخندق حول الْبَلَد والخدام جمع خدمَة وَأَصله سير يشد فِي رسغ الْبَعِير وَبِه سمي الخلخال خدمَة لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ من سيئور يركب فِيهِ الذَّهَب وَالْفِضَّة والخدال السمان وَهِي جمع خدلة وَهِي الممتلئة وَمثلهَا خد لجة الْمَعْنى شبههن حول الْبَيْت بالخلاخيل على الأسؤق الْغِلَاظ لِأَن السَّاق إِذا غلظت لَا يَتَحَرَّك عَلَيْهَا الخلخال وَلم يسمع لَهُ صَوت قَالَ الواحدي وَهَذَا أَخْبَار بِأَن النؤي لم يدْفن فِي التُّرَاب وَأَن مَا أحدقت بِهِ ملأها

الصفحة 192