كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْمَعْنى يَقُول يُرِيد انه محب للهلاك الَّذِي يدينه من الْعِزّ ومبغض للعمر الَّذِي يطول فِي الذل وَالْمعْنَى هُوَ محب للهلاك فِي الْعِزّ ومبغض للعمر الطَّوِيل فِي الذل وَقَوله ولحتف أَي وَهُوَ الحتف
10 - الْغَرِيب يُرِيد من الْجِنّ فَحذف النُّون لسكونها وَسُكُون اللَّام من الْجِنّ كَمَا قَالُوا بلعنبر فِي بني العنبر والزي الشكل والمثل الْمَعْنى يَقُول نَحن ركب وهم ركاب الْإِبِل يُقَال ركب وركبان من الْجِنّ فِي زِيّ النَّاس فَوق طير إِلَّا أَنَّهَا فِي صُورَة الْجمال يُرِيد لسرعة سَيرهَا كَأَنَّهُ تطير كَمَا يطير طير كَقَوْل الطَّائِي
(فِي ثُبَة إنْ سَرَوْا فَجِنٌ ... أوْ يَّمُموا شُقَّةٌ فَطَيْرُ)

11 - الْغَرِيب الجديل فَحل كريم كَانَت الْعَرَب تنْسب إِلَيْهِ الْإِبِل الْكِرَام والبيد الأرضي الْبَعِيدَة وَهِي جمع بيداء وَهِي المفاوز والآجال جمع أجل الْمَعْنى يَقُول هَذَا الْجمال الَّتِي هِيَ كالطير فِي السرعة من بَنَات هَذَا الْفَحْل الْكَرِيم تسرع بِنَا فِي المفاوز كمشي الْأَيَّام فِي الْآجَال وَهُوَ من أبلغ الْكَلَام وأفصحه وَهُوَ من قَول مُسلم بن الْوَلِيد
(مُوفٍ على مُهَجٍ فِي يوْمِ ذِي رَهَجٍ ... كأنَّهُ أجَلٌ يَسْعَى إِلَى أمَلِ)

12 - الْغَرِيب الهوجاء النَّاقة الَّتِي ترمي بِنَفسِهَا فِي السّير للنشاط وَلَا يُوصف بِهِ الذّكر فَلَا يُقَال بعير أهوج والدياميم جمع ديمومة وَهِي الفلاة والسليط الدّهن والذبال جمع ذبالة وَهِي الفتيلة الْمَعْنى يَقُول كل نَاقَة سريعة السّير قد أثرت فِيهَا الفلوات كتأثير النَّار فِي دهن الفتيلة وَالْمعْنَى قد أفناها السّير كَمَا تفني النَّار دهن الفتيلة
13 - الْغَرِيب عامدات قاصدات والضراغامة الْأسد وضرغم الْأَبْطَال بَعضهم بَعْضًا فِي الْحَرْب والمفضال مفعال من الْفضل الْمَعْنى هَذِه النوق عامدات تقصد جناب الممدوح الَّذِي هُوَ فِي الْحسن والشرف والعلو كالبدر وَفِي الْجُود وَالْكَرم كالبحر وَفِي الْيَأْس والشجاعة كالأسد وَهُوَ بفضله يعم الْخَلَائق فَهُوَ مفضال

الصفحة 194