كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْمَعْنى يَقُول هَذَا الممدوح إِذا زرته فَكَأَنَّمَا زرت سُلَيْمَان فِي كَثْرَة ملكه ويوسف فِي جماله وبهائه لِأَنَّهُ ملك كَبِير الْملك ذُو جمال لَا يشا كُله إِلَّا جمال يُوسُف عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وجلالا تَمْيِيز
15 - الْإِعْرَاب نصب ربيعا بالْعَطْف على مفعول يرز الْغَرِيب الرّبيع الخصب وَهُوَ مَا ينْبت من كَثْرَة الْمَطَر وَالربيع أَيْضا الشَّهْر والرياض جمع رَوْضَة يُقَال رَوْضَة وَروض ورياض الْمَعْنى انه اسْتعَار لمعاليه رياضا لما جعله ربيعا وَجعل إعطاءه غيث ذَلِك الرّبيع وَجعل شكر الشَّاكِرِينَ زهرا يضاحكه الْغَيْث لِأَن الزهر ينفتح وَيحسن بعد مَجِيء الْغَيْث كالشكر يكون بعد الْعَطاء وَلَوْلَا حبه للوجود لما أثنى عَلَيْهِ الشاكرون فَأَقَامَ النِّعْمَة مقَام الرَّوْض وشكره مقَام الزهر وَهَذَا من أحسن الِاسْتِعَارَة
16 - الْغَرِيب نفخ الْمسك وَغَيره إِذا فاحت رِيحه وَالضَّمِير فِي مِنْهُ عَائِد على الرّبيع الْمَعْنى يَقُول نفحتنا من ذَلِك الرّبيع نفحة أحيت لنا آمالنا بعد مَوتهَا واستعار الصِّبَا لذكر النَّاس محاسنة وَكَرمه وَأَنه يُغني من قَصده فَقَالَ من طيب أخباره نفحتنا نسمَة دلتنا على إنْجَاح قصدنا لَهُ فأحيت آمالنا وَهَذَا من البديع
17 - الْغَرِيب الموَالِي جمع مولى والبوار الْهَلَاك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {دَار الْبَوَار} أَي الْهَلَاك {وكنتم قوما بورا} أَي هلكي الْمَعْنى يَقُول همته لم تزل مَقْصُورَة على دفع الْإِحْسَان إِلَى الْأَوْلِيَاء والإساءة إِلَى الْأَعْدَاء فَهُوَ يحي بجوده أولياءه وَيهْلك ببأسه أعداءه
18 - الْغَرِيب الرئبال الْأسد وَهُوَ مَهْمُوز وَالْجمع رآبيل وَفُلَان يترأبل أَي يُغير على النَّاس وَيفْعل فعل الْأسد وَقد ترك الْهمزَة النميري فِي قَوْله
(ونُلْفَى كمَا كُنَّا يَدَّا فِي قِتالِنا ... رَيابيلَ مَا فِينا كَهامٌ وَلا نِكْسُ)

الصفحة 195