كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

وَمِنْه حَدِيث امْرَأَة أبي حُذَيْفَة يَا رَسُول الله كُنَّا أَن سالما ابْن لنا وَإنَّهُ يدْخل عَليّ وَأَنا فضل وَلَيْسَ لنا إِلَّا بَيت وَاحِد فَمَا تَأْمُرنِي فِي شَأْنه فَقَالَ أرضعيه خمس رَضعَات الْمَعْنى يَقُول هَذَا الظبي قد غَنِي بِحسن عُنُقه أَن يلبس حليا يتزين بهَا وَقد تعود العري فَلَا يحْتَاج إِلَى ثوب زِينَة أَو ثوب خدمَة ونوم وَهُوَ مزين بجلده لَا بِثَوْبِهِ
5 - الْغَرِيب التضميح الطلاء ضمخته بالطيب أَي طليته بِهِ وَشبهه بالصندل فِي لَونه وَهُوَ جنس من الطّيب وَبِه يشبه الظباء والأيل الشَّاء الوحشية وَجمعه أيايل وأيل وَرُبمَا قَالُوا أجل بِالْجِيم يبدلون الْيَاء جيما قَالَ أَبُو النَّجْم
(كأنَّ فِي أذْنا بِهِنَّ الشُّوُّلِ ... مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُونَ الإجَّلِ)
والأيل والإجل الذّكر من الأوعال الْمَعْنى أَنه شبه لَونه بلون الصندل فَيَقُول اعْترض لنا هَذَا الظبي بقرن طَوِيل كقرن الذّكر من الأوعال وَنصب مُعْتَرضًا على الْحَال أَي مزينا مُعْتَرضًا
6 - الْغَرِيب الْكلاب الَّذِي يَسُوق الْكلاب ويصيد بهَا والوثاق جمع بِكَسْر الْوَاو وبالفتح الْمصدر فَمن كسر الْوَاو قَالَ وثيق ووثاق كطويل وطوال والأحبل جمع حَبل فِي أقل الْعدَد وَفِي الْكثير حبال الْمَعْنى يحول بَين الْكَلْب والتأمل يُرِيد أَنه لسرعته لَا يتَمَكَّن الْكَلْب من النّظر إِلَيْهِ فَلم يقدر على تَأمله فَحل الْكلاب مَا كَانَ يشد بِهِ الْكَلْب وَأطْلقهُ عَلَيْهِ
7 - الْغَرِيب الْأَشْدَق الْوَاسِع الشدق والمسوجر الَّذِي فِي رقبته ساجور والمسلسل الَّذِي فِي رقبته سلسلة والأقب الضامر الْبَطن والساطي الَّذِي يَسْطُو على الصَّيْد ويصول عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو الْفَتْح هُوَ الْبعيد الْأَخْذ من الأَرْض والشرس العضوض السيء الْخلق والشمردل الطَّوِيل الْمَعْنى يُرِيد أَنه حل الأحبل عَن كلب بِهَذِهِ الصِّفَات على الظبي ليصيده
8 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي قَوْله مِنْهَا للكلاب ويغزل جعله جَوَابا لإذا لِأَنَّهُ شَرط بهَا الْغَرِيب يثغ من الغثاء وَهُوَ الصياح وَلَا يغزل لَا يلهي وَلَا يتحير غزل يغزل غزلا إِذا لهى وفتر والفقرة خرزة الصلب وَالْجمع فقر وَمن قَالَ فقار

الصفحة 203