كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

فواحدتها فقارة ومؤجد قوي وموثق وَمِنْه نَاقَة أجد إِذا كَانَت شَدِيدَة الْخلق رخو الْمفصل أَي شَدِيد الْمَتْن لين المفاصل الْمَعْنى يَقُول هَذَا الْكَلْب لَا يفرق من صَوت الغزال وَلَا يفتر عَنهُ إِذا ثغا وَذَلِكَ أَن من الْكلاب مَا إِذا دنا من الغزال فصاح الغزال فِي وَجهه صياحا ضَعِيفا تحير ووقف مَكَانَهُ فَقَالَ هَذَا الْكَلْب لَا يفزع وَهُوَ قوي شَدِيد الظّهْر لين الْمفصل سريع الْأَخْذ يصفه بالإقدام على الصَّيْد
9 - الْغَرِيب السنجل الْمرْآة الْمَعْنى يَقُول إِذا أدبر يرى كَمَا يرى الْمقبل قدامه وَذَلِكَ لسرعة نظره والتفاته وَشبه صفاء حدقته بالمرآة
10 - الْغَرِيب أَحْزَن وَقع فِي الْحزن وَهِي الأَرْض الشَّدِيدَة الصلبة وأسهل إِذا وَقع فِي السهل وَهِي الأَرْض اللينة وتلا تبع والمدى الْغَايَة الْمَعْنى يَقُول هَذَا الْكَلْب إِذا وَقع فِي الأَرْض الصلبة عداكما يعدو فِي الأَرْض السهلة وَإِذا تبع صيدا وَمَعَهُ كلاب بلغ الْغَايَة وَهُوَ متلو أَي متبوع يصفه بالسرعة يُرِيد انه يقدم الْكلاب وَكَانَ فِي أول الْعَدو تَابعا ثمَّ صَار فِي آخِره متبوعا
11 - الْغَرِيب الإقعاء أَن يجلس الْكَلْب على أليته والبدوي الَّذِي فِي الْبَادِيَة وَهُوَ إِذا أصطلى بالنَّار أقعى على أسته وَنصب رُكْبَتَيْهِ لتصل الْحَرَارَة إِلَى بَطْنه وصدره وَقَوله مجدولة أَي مفتولة لم تجدل يُرِيد بقوائم محكمَة من خلق الله لامن صَنْعَة وَلَا تصنع الْمَعْنى يُرِيد انه يقعى لأخذ الصَّيْد بقوائم مفتولة محكمَة من خلق الله فَهُوَ شَدِيد القوائم
12 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي آثارها لأيدي الْكَلْب وَرجلَيْهِ الْغَرِيب فتلاء جمعهَا فتل وَهِي الْيَد الَّتِي بَانَتْ عَن الصَّدْر فَلم يَمَسهَا عِنْد الْعَدو وَهُوَ مَحْمُود فِي الْإِبِل والأيادي جمع أيد وَأكْثر مَا تستعملها الْعَرَب فِي النعم يُقَال لفُلَان عِنْدِي يَد وأياد وَذكر يَدَيْهِ بِلَفْظ الْجمع وهما يدان وَكَذَلِكَ رجلَيْهِ وَالْعرب تفعل مثل ذَلِك فِي التَّثْنِيَة كَقَوْلِه تَعَالَى {فقد صغت قُلُوبكُمَا} وهما قلبان يدل عَلَيْهِ قَول {إِن تَتُوبَا} وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ هما حَفْصَة وَعَائِشَة وَفِي الصَّحِيح الحَدِيث

الصفحة 204