كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
ابْن عَبَّاس مَا كنت أعلم من الْمَرْأَتَانِ اللَّتَان قَالَ الله فيهمَا إِن تَتُوبَا حَتَّى حججْت مَعَ عمر فَسَأَلته الحَدِيث والربذات الخفيفات السريعات والجندل الصحر الْمَعْنى يَقُول قوائمه مفتولة سريعة فِي الْعَدو شَدِيدَة الْوَطْء وَلم يُوصف كلب بِمثل هَذَا فِي ثقل الْوَطْء وَإِنَّمَا جَاءَ فِي هَذَا فِي الْخَيل وَالْإِبِل فنقله أَبُو الطّيب إِلَى الْكَلْب فَقَالَ لقُوَّة وَطئه على الْحِجَارَة أثرت فِيهَا كأمثال مواطئ رجلَيْهِ وَمن روى فتل بِالرَّفْع كَانَ على حذف الأبتداء وَمن خفض جعله نعتا لأَرْبَع يُرِيد بِأَرْبَع فتل
13 - الْغَرِيب التفتل الانفتال والكلكل الصَّدْر والمتن عِنْد الْعَجز الْمَعْنى يكَاد من سرعَة وثبه على الصَّيْد يجمع بَين صَدره وعجزه فِي حَالَة وَاحِدَة وَهَذَا من أحسن الْوَصْف وَهُوَ يشبه قَوْله فِي صفة الْأسد
(حَتَّى حَبا بالعَرْضِ مِنْهُ الطُّولا ... )
14 - الْغَرِيب الوسمي أول الْمَطَر والوني مَا يَلِيهِ والحضار الِاسْم من الْحَضَر والإحضار الْمصدر أحضر الْفرس إحضارا كَذَا قَالَ الْخَلِيل والجوهري وَابْن دُرَيْد وَأنكر أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب هَذَا وَقَالَ هُوَ الْإِحْضَار والحضر وَأما الحضار فَمن المحاضرة إِذا حَاضر غَيره الْمَعْنى ضرب هَذَا مثلا لأوّل عدوه وَآخره يَعْنِي لَا يتَغَيَّر لضبارته وصلابته وانه لَا يفتر وَلَا يعيا وَهَذَا من احسن الْكَلَام وأبدعه
15 - الْغَرِيب المضبر المشدد من إضبار الْكتب إِذا جمعت وشدت والجرول الْحجر قدر الْكَفّ وَمِنْه سمي الحطيئة جرولا كَمَا يسمون حجرا وصخرا وفهرا والذبل جمع ذابل وَهِي الرماح الْمَعْنى يَقُول كَانَ خلقه أحكم من الْحِجَارَة وَشبه قوائمه بِالرِّمَاحِ لطولها وَهُوَ أمدح وَهُوَ مَحْمُود فِي الْإِبِل وَالْخَيْل
16 - الْإِعْرَاب ذِي ذَنْب خفضه على الْبَدَل من قَوْله أشدق أَي فَحل كلابي عَن أشدق ذِي ذَنْب أجرد الْغَرِيب الأجرد الْقَلِيل الشّعْر والأعزل الَّذِي لَا يكون ذَنبه على اسْتِوَاء فقاره وَذَلِكَ عيب فِي الْخَيل وَالْكلاب وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس
الصفحة 205