كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب المخلخل مَوضِع الخلخال والمعصم من الْيَد مَوضِع السوار والفاحم لأسود وَالرجل الشّعْر يُقَال شعر رجل وَرجل وسبط وسبط الْمَعْنى يَقُول هَذِه الْأَشْيَاء دائي وَأَنا أحبها فَهِيَ دائي ودوائي وَهِي تلفي وحياتي
7 - الْغَرِيب المهمة مَا بعد من الأَرْض واتسع جبته قطعته وَمِنْه جابوا الصخر بالواد والعرامس النوق الصلاب الشَّدِيدَة والذلل المدللة بِالْعَمَلِ المروضة بالسير وَهِي جمع ذَلُول نَاقَة ذَلُول ونوق ذلل وَعجز عَن الْأَمر يعجز عَجزا ومعجزة ومعجزة ومعجزا ومعجزا بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وعجزت الْمَرْأَة تعجز بِالضَّمِّ عجوزا صَارَت عجوزا وعجزت بِالْكَسْرِ تعجز عَجزا وعجزا بِالضَّمِّ عظمت عجيزتها الْمَعْنى أَنه يصف شدَّة سيره فَيَقُول رب أَرض بعيدَة قطعتها على قدمي تعجز عَن قطعهَا النوق الصلبة الْمُعْتَادَة السّير وَجَبت على قدمي الفلاة المتسعة الطَّوِيلَة
8 - الْإِعْرَاب مُرْتَد ومجزئ ومشتمل كلهَا أَخْبَار حذف ابْتِدَاؤُهَا تَقْدِيره أَنا مُرْتَد بسيفي وحروف الْجَرّ مُتَعَلقَة باسم الْفَاعِل الْغَرِيب فلَان جيد المخبرة إِذا كَانَ خَبِيرا بالشَّيْء والاشتمال هَذَا من شَمله الشَّيْء إِذا عَمه الْمَعْنى يَقُول أَنا مُرْتَد بسيفي أَي متقلد بِهِ مكتف بعلمي لم أحتج إِلَى دَلِيل يدلني ويهديني الطَّرِيق لابس ثوب الظلام مُشْتَمل كَمَا يشْتَمل الرجل بِثَوْبِهِ أَو كسائه
9 - الْغَرِيب نكرت وَأنْكرت لُغَتَانِ وعييت بأَمْري إِذا لم أهتد إِلَيْهِ وأعياني هُوَ قَالَ عَمْرو بن حسان
(فإنَّ الكُثْرَ أعْيانِي قَديِما ... ولمْ أُقْترْ لَدُنْ أنّي غُلامُ)
وأعيا الرجل فِي الْمَشْي فَهُوَ معي وَلَا يُقَال عيان وأعيا عَلَيْهِ الْأَمر وتعيا وتعايا بِمَعْنى الْمَعْنى يَقُول إِذا تغير عَليّ صديق وَحَال عَن ودي وَأنْكرت أَحْوَاله لم تعجزني الْحِيلَة فِي فِرَاقه بل أفارقه وَلم أقِم عَلَيْهِ
10 - الْغَرِيب الْخَافِقين الشرق والغرب لَان الرّيح تخفق فيهمَا وَيُقَال قطر الْهَوَاء والمضطرب مَوضِع الإضطراب وَهُوَ الذّهاب والمجيء الْمَعْنى يَقُول الْبِلَاد كَثِيرَة وَالْأَرْض وَاسِعَة فَإِذا لم يطب مَوضِع كَانَ لي غَيره بَدَلا وَهَذَا معنى مطروق وَقد قَالَ الشَّاعِر
(إذَا تَنَكَّرَ خلٌ فاتَخِذْ بَدَلاً ... فالأرْضُ مِن تْربَةٍ والنَّاسُ مِن رَجلِ)
وَقَالَ البحتري
(وَإذَا مَا تَنَكَّرَتْ لي بِلادٌ ... أَو صَديقٌ فانَّنِي بالخِيارِ)
وَقَالَ عبد الصَّمد بن المعذل
(إذَا وَطَنٌ رَابَنِي ... فَكُلُّ بلادٍ وَطَنْ)
11 - الْغَرِيب من روى اعتمار بالراء فَهُوَ الزِّيَارَة أَي فِي زيارته وَمِنْه قَول العجاج
(لَقَدْ سَما ابنُ مَعْمَرٍ حينَ اعتْمَرْ ... مَغْزًى بَعيِدا مِنْ بَعَيدٍ وضَبَرْ)
وَقَالَ أعشى باهلة
(وجاشَتِ النَّفسُ لَمَّا جاءَ فَلَّهُمُ ... وَرَاكبٌ جاءَ مِنْ تَثْلِيثَ مُعْتَمِرُ)
وَمن روى بِالدَّال فَمَعْنَاه الِاعْتِمَاد إِلَيْهِ بِالْقَصْدِ وَالسير الْمَعْنى يَقُول قصدي إِلَيْهِ شغلني عَن كل قصد لِأَنِّي علقت رجائي وأملي بِهِ
12 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد أَن كل من ورد عَلَيْهِ أَخذ من مَاله بِلَا ابْتِدَاء وَلَا مسئلة من الْوَارِد فَكَمَا أَن مَاله لَا يسْتَأْذن فِي أَخذه فَكَذَلِك هُوَ لَا يسْتَأْذن فِي الدُّخُول عَلَيْهِ وَنَقله الواحدي وَابْن القطاع حرفا فحرفا وَالْمعْنَى أَنه أصبح للنَّاس نَافِعًا يرد عَنْهُم الْعَدو ويحميهم كَمَا أصبح مَاله نَافِعًا لِذَوي الْحَاجَات فَهُوَ نَافِع النَّاس كلهم وَمَاله نَافِع ذَوي الْحَاجَات إِلَيْهِ وَإِذا عرضت حَاجَة نَهَضَ لَهَا
13 - الْغَرِيب الجذل الْفَرح الْمَعْنى يَقُول لصِحَّة عقله هان على قلبه فعل الدَّهْر لعلمه أَن الْفَرح لَا يَدُوم وَالْغَم لَا يَدُوم فَلَا يبطر عِنْد السرُور وَلَا يجزع عِنْد الْحزن وَهَذِه صفة الْعَاقِل اللبيب
الصفحة 211