كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- 1 الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح اسْم لَيْسَ مُضْمر فِيهَا وهم ابْتِدَاء وَخَبره مَحْذُوف أَي لَيْسَ الْأَمر وَالْخَبَر هم شَاءُوا فَحذف شَاءُوا لتقدمه فِي أول الْكَلَام قَالَ وَيجوز أَن يكون هم اسْم لَيْسَ إِلَّا أَنه اسْتعْمل الضَّمِير الْمُنْفَصِل مَوضِع الْمُتَّصِل ضَرُورَة وَالتَّقْدِير بقائي شَاءَ الارتحال لَيْسُوا شاءوه وكقول الراجز
(إلَيْكَ حَتَّى بَلَغْتُ إيَّاكا ... )
أَي حَتَّى بلغتك الْغَرِيب زموا الْجمال خطموها بالأزمة وزم تقدم فِي السّير وَأَصله من زموها إِذا قادوها بالأزمة للسير الْمَعْنى يَقُول لما رحلوا إِنَّمَا ارتحل بقائي فَكَأَن بقائي شَاءَ ارتحالا لَا هم شاءوه وَكَأَنَّهُم زموا صبري للسير لأجمالهم لِأَنِّي فقدت الصَّبْر لما ارتحلوا إِنَّمَا نفي الارتحال عَنْهُم لِأَن ارتحال بَقَائِهِ أهم وَأعظم فَكَأَن ارتحالهم عِنْد ارتحال بَقَائِهِ لَيْسَ ارتحالا لأَنهم رُبمَا عَادوا والبقاء إِذا ارتحل لم يعد ومسير صبره أعظم من مسير الْجمال فَلم يعْتد بسير جمَالهمْ مَعَ سير صبره وَقَالَ ابْن القطاع بقائي شَاءَ أَي سبق ارتحالهم يُقَال شاءه وشآه إِذا سبقه وَلَوْلَا ذَلِك لمت أسفا وَهَذَا على الْمُبَالغَة وَقيل مَعْنَاهُ بقائي أَرَادَ رحيلهم فشاء من الْمَشِيئَة فليتني مت وَلم أره يتأسف إِذا لم يمت عِنْد رحيلهم وَقيل مَعْنَاهُ بقائي أَرَادَ أَن يرحل عني وهم لم يشاءوا الرحيل
2 - الْغَرِيب غاله واغتاله إِذا أهلكه الْمَعْنى يَقُول كَأَن الْبَين هابني ففاجأني باغتياله يُرِيد أَنه أغتاله اغتيال مفاجأة
3 - الْغَرِيب الذميل سير وسط والعيس الْإِبِل والأنهمال الانسكاب الْمَعْنى قَالَ الواحدي قَالَ ابْن جنى سبقت دموعي عيسهم وَقَالَ ابْن فورجة ظن أَبُو الْفَتْح أَنه يُرِيد دمعي كَانَ أسْرع من سير العيس وَلَيْسَ

الصفحة 221