كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

كَمَا ظن وَلَكِن جمع ذكر سيرهم وسيلان دمعه على أَثَرهم فِي بَيت وَاحِد توجعا وتحسرا وَلَيْسَ يُرِيد السَّبق وَلَا التَّأَخُّر وَمثله لِابْنِ الرُّومِي
(لهُمْ على العِيْسِ إمْعانٌ يَشُطّ بِهمْ ... وللدمُّوُعِ عَلى الحَدَّيْنِ إمعان)

4 - الْمَعْنى يَقُول كنت لَا أبْكِي قبل فراقهم فَكَأَن أبلهم ببروكها كَانَت تمسك بُكَائِي ودمعي عَن السَّيْل فَلَمَّا أَثَارُوهَا للرحيل سَالَتْ دموعي فَكَأَنَّهَا كَانَت مناخة فَوق جفني قَالَ أَبُو الْفَتْح وَمَا قيل فِي سَبَب الْبكاء أظرف من هَذَا وَأدْخل كَأَن لتخليص اللَّفْظ من الْكَذِب
5 - الْغَرِيب النَّوَى الْفِرَاق والظبيات جمع ظَبْيَة والبراقع مَا يَجْعَل على الْوَجْه كالنقاب وَهِي جمع برقع والحجال الخدر الْمَعْنى يَقُول لما ارتحلوا حجبتهم النَّوَى عَن عَيْني فساعدت النَّوَى مَا كَانَ يحجبهن عني قبل من البراقع والخدور
6 - الْغَرِيب الوشي ضرب من الثِّيَاب وَالْجمع وَشاء على فعل وفعال وشى بِهِ إِلَى السُّلْطَان سعى والوشي كَلَام الواشي بَين المحبين والواشي ضراب الدَّنَانِير وَجمعه وشَاة وَأنْشد أَبُو عَمْرو الزَّاهِد عَن ثَعْلَب
(وَما هِبْرِزِيّ مِنْ دَنانيرِ أيْلِةِ ... بأيْدْي الوُشاةِ ناصِعٌ يتَأكَّلُ)

(بأحْسَنَ مِنْهُ يَوْمَ أصْبَحَ غادِيا ... وَنَفَّسَنِي فِيهِ الحمامُ المُعَجَّلُ)
الْمَعْنى يَقُول مَا لبسن الديباج لحَاجَة إِلَى التزين بِهِ وَلَكِن لصون جمالهن بِهِ قبل للصاحب أغرت عَليّ أبي الطّيب فِي قَوْلك
(لَبِسْنَ بُرُودَ الوَشي لَا لِتَجَمُّلٍ ... وَلكِنْ لصَوْنِ الحُسْنِ بَينَ بُرُودِ)
فَقَالَ نعم كَمَا أغار هُوَ فِي قَوْله
(مَا بالُ هَذِي النُجُومِ حائِرَةً ... كأنَّها العُمْي مَا لَهَا قائِدْ)
على بشار فِي قَوْله
(والشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّماءِ كأنَّها ... أعْمَى تَحَيَّيرَ مَا لَدَيْهِ قائِدُ)

الصفحة 222