كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْإِعْرَاب هَذِه الْأَرْبَعَة أَحْوَال تتأول بمشتقات فَيُقَال بَدَت مشرقة وماست متثنية وفاحت طيبا ورنت مليحة وَيجوز أَن تكون وَهُوَ الْأَوْجه بِتَقْدِير مثل وَالدَّلِيل على هَذَا وُقُوع الْمعرفَة بعد لَا النافية للْجِنْس مِثَاله لَا هَيْثَم اللَّيْلَة للمطي وَقَضِيَّة وَلَا أَبَا حسن وَتَقْدِيره وَلَا مثل هَيْثَم وَلَا مثل أبي حسن الْغَرِيب الخوط الْقَضِيب وَجمعه خيطان ككوز وكيزان والعنبر ضرب من الطّيب الْمَعْنى يَقُول بَدَت هَذِه المحبوبة قمرا فِي حسنها ومالت مشبهة غصنا فِي ثنيتها وَحسن مشيها وفاحت مشبهة عنبرا فِي طيب رِيحهَا ورنت مشبهة غزالا فِي سَواد مقلتها وَهَذَا من أحسن التَّشْبِيه لِأَنَّهُ جمع أَربع تشبيهات فِي بَيت وَاحِد وَمثله
(سَفَرنَ بُدُوراً وانْتَقَيْنَ أهِلَّةً ... وَمِسْنَ غُصُونا والتْفَنْنَ جآذْرَا)
وَهَذَا من بَاب التدبيج فِي الشّعْر وَهُوَ من البديع
11 - الْغَرِيب شعف فُؤَاده أحرقه وشعفت الْبَعِير بالقطران إِذا طليته بِهِ وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس
(أيَقْتُلُنِي وَقَدْ أشْعَفْتُ فُؤَادَها ... كَمَا شَعَفَ المَهْنُوْءةَ الرَّجُلُ الطَّالي)
وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس قد شعفها حبا أَي بَطنهَا وَقيل أحرق قَلبهَا الْمَعْنى يَقُول كَأَن الْحزن يعشق قلبِي وَإِنَّمَا يجد الْوِصَال إِذا هجرتني فَكلما هجرتني وَاصل الْحزن قلبِي
12 - الْمَعْنى يَقُول الدُّنْيَا كَانَت على من كَانَ قلبِي كَمَا آراها الْآن ثمَّ بَين ذَلِك فَقَالَ هِيَ صروف لَا تدوم على حَالَة وَاحِدَة
13 - الْمَعْنى يحث على الزّهْد فِي الدُّنْيَا لمن رزق فِيهَا سُرُورًا ومكانة لعلمه أَنه زائل عَنْهَا يَقُول السرُور الَّذِي تَيَقّن صَاحبه الِانْتِقَال عَنهُ هُوَ أَشد الْغم لِأَنَّهُ يُرَاعِي وَقت زوالة وَلَا يطيب لَهُ ذَلِك السرُور وَهَذَا من أبلغ الْكَلَام وأوعظه
14 - الْغَرِيب قتودى جمع قتد وَهُوَ خشب الزحل والغريري فَحل كَانَ

الصفحة 224