كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
(قَناةٌ منَ الْعَليْاءِ أنْتَ سِناُنها ... وَتِلكَ أنابِيِبٌ إلَيْكَ وَأكْعُبُ)
22 - الْإِعْرَاب نصب المنصوبات الْخمس على التَّمْيِيز الْمَعْنى يَقُول هُوَ أعز من يغالب الأقران كفا لِأَن يَده فَوق كل يَد وسيفه أغلب السيوف وَقدرته فَوق قدرَة النَّاس وحمايته للْجَار والحليف وَمن يجب عَلَيْهِ الذب عَنهُ زَائِدَة على حماية غَيره وَآله وَأَصْحَابه أغلب آل وأعز عترة بِهِ
23 - الْغَرِيب الانتماء أَن يرفع فِي نسبه والاعتزاز أَن يَقُول أَنا ابْن فلَان الْمَعْنى يَقُول هُوَ شرِيف إِذا انتسب كَانَ لَهُ الشّرف من أَبِيه وَأمه
24 - الْمَعْنى يَقُول الْمَدْح الَّذِي يستعظم للدنيا وأهليها حَتَّى يكون لإفراطه محالا إِذا أطلق عَلَيْهِ كَانَ حَقًا لاستحقاقه غَايَة الثَّنَاء قَالَه أَبُو الْفَتْح وَنَقله الواحدي حرفا فحرفا وَالْمعْنَى كل النَّاس يسْتَحقُّونَ أدنى مَا يسْتَحقّهُ هُوَ من الثَّنَاء
25 - الْغَرِيب ضعف الشَّيْء مثله وَالْجمع أَضْعَاف وَتركت الشَّيْء وأتركته كَمَا يُقَال قَرَأت الْقُرْآن واقترأته الْمَعْنى يَقُول إِذا بَالغ النَّاس فِي مدحه وَلم يتْركُوا مقَالا يصلونَ إِلَيْهِ فقد خَفِي عَنْهُم ضعف مَا فِيهِ من المحاسن الَّتِي لم يهتد إِلَيْهَا الواصفون وَالْمعْنَى أَن المادح والمثنى لَا يبلغ فِي مدحه مَا يسْتَحقّهُ وَهُوَ من قَول الخنساء
(وَمَا بَلَغَ المُهْدُونَ نَحْوَكَ مِدْحةٌ ... وَإنْ أطْنَبُوا إلاَّ وَمَا فَيكَ أفْضَلُ)
وكقول أبي النواس
(إذَا نَحْنُ أثْنَينْا عَلَيْكَ بِصالحٍ ... فأنْتَ كَمَا نُشْنِي وَفَوْقَ الَّذي نُشْنِي)
26 - الْغَرِيب اللدن اللين المهز والسعال من وجع يكون فِي الصَّدْر من بلغم يجْتَمع على قَصَبَة الرئة الْمَعْنى يَقُول يَا بن الطاعنين صُدُور الْأَبْطَال وَقيل الرئة وَقيل أَرَادَ الْمَوَاضِع الَّتِي لَا يَجْسُر البطل فِيهَا على السعال وَأَخذه من قَول البحتري
(وَأتْبَعْتها أُخْرَى فأضْلَلْتُ نَصلَها ... بِحَيْثُ يَكُونُ اللُّبُّ والرُّعْبُ وَالحقدُ)
الصفحة 227