كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب الأسافل الارجل والقلال الرُّءُوس وَاحِدهَا قلَّة وَهِي أَعلَى الرَّأْس تشبيهها بقلة الْجَبَل وَهِي أَعْلَاهُ الْمَعْنى يَقُول يَا بن الضاربين بِكُل سيف قَاطع رُءُوس الْعَرَب وأرجلها وَقَالَ أَبُو الْفَتْح وَذَلِكَ لأَنهم إِذا ضربوا الْفَارِس فِي قلَّة رَأسه نزل السَّيْف إِلَى أَسْفَل جسده وَقيل أَرَادَ بالقلال الْكِرَام وَقيل يُرِيد بالأسافل اللئام فيضربون الشريف والدنيء حَتَّى لَا يتركون أحدا
28 - الْغَرِيب المتشاعرون المتشهون بالشعراء والداء العضال والعقام الَّذِي لَا دَوَاء لَهُ الْمَعْنى يَقُول المتشبهون بالشعراء وَلَيْسوا مِنْهُم أولعوا بذمي يذمونني وَلَيْسَ الْعَيْب فِي وَإِنَّمَا هُوَ فيهم لِأَنَّهُ يجهلون مقداري فيهم فهم يحسدونني
29 - الْغَرِيب الزلَال الَّذِي يزل فِي الْحلق لعذوبته مثل السلسال الْمَعْنى هَذَا مثل ضربه يَقُول مثلهم كَمثل الْمَرِيض الَّذِي يجد المَاء الزلَال مرا من مرَارَة فَمه يَقُول هم يذمونني لنقصهم وَقلة معرفتهم بِي وبفضلي وبشعري فالنقص فيهم لافي وَلَو صحت حواسهم لعرفوا فضلى وَلَقَد جود فِي هَذَا الْمَعْنى لِأَن الْمَرِيض يجد كل حُلْو وَطيب فِي فَمه مرا نغصا فالمرارة من فَمه لَا من شَيْء يدْخلهُ وَإِنَّمَا الْعَيْب مِنْهُ لَا من الدَّوَاء فَأَبُو الطّيب والأعداء كَذَلِك وَهُوَ من قَول الْحَكِيم النَّفس الْكَرِيمَة ترى الْأَشْيَاء حَسَنَة
30 - الْغَرِيب الثريا يُقَال هِيَ سِتَّة أنجم وَمِنْه قَول العطوي
(خَلِيليَّ إنّي للّثُرَيَّا لَحاسِدُ ... وَإنّي عَلى رَيْبِ الزَّمانِ لَواجِدُ)

(أُيجْمَعُ مِنها شْملُها وَهْيَ سِتَّةٌ ... وَأفقِدُ مِنْ أحْجَبْتُهُ وهْوَ وَاحِدُ)
الْمَعْنى يَقُول قَالَ الحاسدون حسدا لَهُ عَليّ وحسدا لي عَلَيْهِ هَل يرفعك إِلَى الثريا فَإِن أستفلت عَن إِنْكَار فَقلت نعم إِذا شِئْت أَن أنحط لِأَنِّي بخدمته فَوق الثريا فَإِن استلفت عَن منزلتي صرت عِنْد الثريا لِأَنِّي أَعلَى مِنْهَا دَرَجَة ورفعة
31 - الْغَرِيب المذاكي الْخَيل المسنة وَاحِدهَا مذك وَهُوَ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ بعد

الصفحة 228