كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

الْقرح سنة أَو سنتَانِ وبيض الْهِنْد السيوف والسمر الرماح الْمَعْنى يَقُول هُوَ مفنى الْخَيل والأعادي يفنى الْخَيل بالطرد فِي الحروب وَقيل بِالْهبةِ وَالسُّيُوف والرماح بِالضَّرْبِ والطعن وَيجوز بِالْهبةِ
32 - الْغَرِيب المسومة المعلمة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {مسومين} بِفَتْح الْوَاو فِي قِرَاءَة نَافِع وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَعلي وَقيل هِيَ الْمُرْسلَة وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْر الْوَاو وَمَعْنَاهُ سوموا خيلهم أَي علموها بعلامة والحي وَاحِد أَحيَاء الْعَرَب وَهُوَ الْجَمَاعَة من النَّاس ينزلون فِي الْبَادِيَة الْمَعْنى أَنه يَقُود الْخَيل المسومة خفافا سرَاعًا إِلَّا أَنَّهَا ثقال على من تصبحه من الأعادي فَتحل بساحته صباحا
33 - الْغَرِيب جوائل بدل من قَوْله مسومة وَجمع القنا قنى يُقَال قِنَا وقنوات وقني وجوائل جمع جائلة وعوامل جمع عَامل وَهُوَ عَامل السنان وَهُوَ مَا قرب مِنْهُ والذبال جمع ذبالة وَهِي الفتيلة الْمَعْنى يَقُول تحرّك بالقنا فرسانها وَهِي مثقفة أَي مقومة بالثقاف وَشبه أسنتها فِي اللمعان بالفتائل الَّتِي فِي السرج وَهُوَ تَشْبِيه حسن
34 - الْمَعْنى روى الواحدي يفين بِالْفَاءِ وَالْيَاء الْمُثَنَّاة تحتهَا وَمَعْنَاهُ يعدن ويرجعن يَقُول هَذِه الْخَيل إِذا وطِئت الصخور لشدَّة وَطئهَا تصير رملا وَأَرَادَ إِذا وطِئت بأيديها وأرجلها فَدلَّ الْمَحْذُوف فِي آخر اليبت على الْمَحْذُوف فِي أَوله وَمثله كثير
35 - الْإِعْرَاب هَذَا من بَاب التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير وَأَرَادَ لَا وَلَا لَك ضَرُورَة كَقَوْل الآخر
(عَليْكِ وِرَحْمَةُ الله السَّلامُ ... )
وَمثله قَوْله تَعَالَى {أنزل على عَبده الْكتاب وَلم يَجْعَل لَهُ عوجا قيمًا} وَالتَّقْدِير قيمًا وَلم يَجْعَل لَهُ عوجا وَقَوله {وَلَوْلَا كلمة سبقت من رَبك لَكَانَ لزاما وَأجل مُسَمّى} وَالتَّقْدِير لَوْلَا كلمة وَأجل مُسَمّى وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ للفرزدق
(وَمَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ إلاَّ مُملَّكا ... أبُو أُمِّهِ حَتَّى أَبوهُ يُقارِبُهْ)

الصفحة 229