كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
تَقْدِيره وَمَا مثله فِي النَّاس حَتَّى يُقَارِبه لَا مملكا أَبُو ذَلِك المملك أَبوهُ وَمثله قَول الآخر
(إِن الكَرِيمَ وَأبيكَ يَعْتَمِلْ ... إنْ لَمْ يَجِدْ يَوْما عَلى مَنْ يَتَّكِلْ)
وَأنْشد أَيْضا سِيبَوَيْهٍ
(وَكَرَّارِ خَلْفِ المُجْحَرِين جَوَادَهُ ... إِذا لَمْ يُحامِ دُونَ أُنْثَى حَليِلُها)
الْمَعْنى يَقُول إِذا سَأَلَني سَائل فَقَالَ هَل لَهُ نَظِير فَجَوَابه لَا وَلَا لَك نَظِير فِي سؤالك عَن هَذَا لِأَن أحدا لَا يجهل هَذَا غَيْرك فَإِذا أَنْت فِي جهلك بِلَا نَظِير وَكرر النَّفْي بقوله أَلا لَا إِشَارَة إِلَى أَن جهل هَذَا السَّائِل يُوجب إِعَادَة الْجَواب عَلَيْهِ
36 - الْمَعْنى يَقُول كل نفس رجتك وأملت عطاءك فعدت ذَلِك مَالا فقد أمنت الإعدام لِأَنَّك تبلغها أملهَا وَفَوق مَا تَأمل
37 - الْغَرِيب الوجل الْخَوْف والوجال جمع وَجل كوجع ووجاع الْمَعْنى يَقُول قُلُوب أعدائك خائفة مِنْك حَتَّى خَافَ خوفها ووجلت اوجالها وَهَذَا كَقَوْلِهِم جن جُنُونه وَشعر شَاعِر وَمَوْت مائت وَهَذَا من الْمُبَالغَة
38 - الْمَعْنى يَقُول سرورك وفرحك إِنَّمَا يحصل لَك بِأَن تسر جَمِيع النَّاس فَأَنت تعلمهمْ الدَّلال عَلَيْك بِهَذَا حَتَّى لَو قَالَ قَائِل أَنا غير مسرور اجتهدت حَتَّى تسرهُ وترضيه فهم قد عرفُوا هَذَا من طباعك الْكَرِيمَة فهم يدلون عَلَيْك
39 - الْمَعْنى يَقُول أَنْت من كرمك تحب السُّؤَال فَإِذا سألوك الْعَطاء شكرنهم عَلَيْهِ وَإِن هم سكتوا عَن مطالبتك بالعطاء سَأَلتهمْ السُّؤَال
40 - الْغَرِيب الاستماحة طلب الْعَطاء والسماحة الْجُود وَرجل سمح وسميح وَجمعه سمحاء ومساميح جمع مسماح وينيل وَيُعْطى الْمَعْنى يَقُول أسعد النَّاس سَائل يعْطى مسئوله بِأَن يسْأَل مِنْهُ وَالْمعْنَى يفرح بِأخذ عطائه وَالتَّقْدِير أسعد النَّاس من أَخذ من معط يعْتَقد أَن الْأَخْذ مِنْهُ نيل فيراه حَقًا عَلَيْهِ وَهُوَ مسرور بالعطاء لَهُ وَقد نقل هَذَا الْمَعْنى من البحتري حَيْثُ يَقُول
الصفحة 230