كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
(فَيَكُونُ أوَّلّ سُنَّةٍ مْأثُورَةٍ ... أنْ يَقْبَلَ المَمْدُحُ رِفْدَ المَادِحِ)
41 - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح مَا لاقي مَوضِع نصب على الظّرْف تَقْدِيره الْأَمر كَذَلِك مُدَّة ملاقاة الرِّجَال كَمَا تَقول لَا أُكَلِّمك مَا طَار طَائِر أَي مُدَّة هَذَا الْمَعْنى يَقُول إِذا وَقع سهمك فِي رجل يلقاه فَارقه وَنفذ عَنهُ كَمَا يخرج عَن كبد الْقوس فِي الشدَّة يصفه بِشدَّة نزع الْقوس وَقُوَّة الرَّمْي فَإِذا رمي رجلا بِسَهْم خرج مِنْهُ بعد النَّفاذ فِيهِ الْمُرُور وَفِيه قُوَّة كقوته حِين خرج عَن كبد الْقوس قَالَ الواحدي وَقد نقل كَلَام أبي الْفَتْح وَيجوز أَن تكون مَا نَافِيَة
42 - الْغَرِيب النصال جمع نصل وَهُوَ الحديدة الَّتِي تكون فِي السهْم الْمَعْنى يَقُول إِذا رميت بسهامك لَا تَسْتَقِر لِأَنَّهَا تخلص من رجل إِلَى رجل فَكَأَن ريشها يطْلب نصالها حَتَّى يلْحقهَا ونصالها تَفِر مِنْهُ قَالَ الواحدي هَذَا مَنْقُول من قَول الخنساء
(ولمَّأ أنْ رأيْنا الخَيْل قُبِلاً ... تُبارِي بالحُدودِ شَبا العَوَالي)
نَقله عَن الْخَيل وَالْحُدُود والعوالي إِلَى السِّهَام والريش والنصال وَالْبَيْت لليلى الأخيلية لَا للخنساء قالته ليلى فِي فائض بن أبي عقيل وَقد كَانَ فر عَن تَوْبَة يَوْم قتل وَلم ينشده الواحدي على الصِّحَّة وَصَوَابه وَلما أَن رَأَيْت تخاطب فائضا وَبعده
(نَسِيتَ وصَالهُ وَصَدَدٍْتَ عَنْهُ ... كَمَا صَدَّ الأََبَّ عَنِ الضِّلالِ)
43 - الْمَعْنى سبقت الْأَوَّلين فَمَا تجاري وَيجوز سبقت السَّابِقين إِلَى المكارم فَمَا تجاري أَي تلْحق وجاوزت الْعُلُوّ فَمَا يقدر أحد أَن يعاليك ويساميك وَمعنى الْبَيْت الثَّانِي يَقُول أَنه أفضل النَّاس فَلَو كَانَ يَمِين شَيْء مَا صلح النَّاس كلهم أَن يَكُونُوا شمال ذَلِك الشَّيْء وَهَذَا من بَاب الْمُبَالغَة وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول أبي النَّجْم
(لَوْ كانَ خَلْقُ الله جَنْبا وَاحدا ... وكُنْتَ فِي جَنْبٍ لَكُنْتَ زَائِداً)
(نَباهَةً وَنائِلاً وَوَالداً ... )
45 - الْمَعْنى يَقُول أَنْت فِي علو قدرك وَحسن خصالك سَمَاء وَإِن كَانَت كواكبها خِصَالًا فَجعله فِي الشُّهْرَة كالسماء وخصاله نجومها وَهُوَ من قَول البحتري
(وَبَلَوْتُ منْك خَلائقا مَحْمُودةً ... لَوْ كُنَّ فِي فَلَكٍ لَكُنَّ نُجُوما)
وَنصب خِصَالًا على الْحَال
46 - الْإِعْرَاب وأعجب فعل مضارع عطفه على مثله وَهُوَ قَوْله أقلب والكمال مفعول ثَان الْمَعْنى يَقُول أَنْت قد أَعْطَيْت الْكَمَال صَغِيرا فَكيف ازددت بعد الْكَمَال
الصفحة 231