كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْإِعْرَاب شكوى مصدر يشكو وَقيل التَّقْدِير مثل الشكوى الْغَرِيب الروادف الكفل وَمَا حوله جمع رادفة لِأَنَّهُ يردف الْإِنْسَان أَي يكون خلقه وَهُوَ من الردف خلف الرَّاكِب الْمَعْنى يَقُول تَشْكُو المطية ثقل روادفك فَوْقهَا شكوى النَّفس الَّتِي وجدت هَوَاك مداخلها لَان روافدك على المطية ثقال وهواك على العاشق أثقل
7 - الْغَرِيب يُقَال غَار الرجل على أَهله وأغرته وأغار أَهله تزوج عَلَيْهَا وَهُوَ من غَار النَّهَار إِذا أَشْتَدّ حره والفارة الْغيرَة قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يشبه غليان الْقُدُور بصخب الضرائر
(لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأنَّها ... ضَرَائِرُ حِرْمِيً تَفاحَش غارُها)
وَقَوله حرمى نِسْبَة إِلَى الْحرم لِأَن أول من أَتَّخِذ الضرائر أهل الْحرم الْمَعْنى يَقُول لمحبوبته يحملني على الْغيرَة جذبك الزِّمَام إِلَيْك لِأَن النَّاقة تقلب فمها إِلَيْك كَأَنَّهَا تطلب قبْلَة والفم أَكثر مَا يسْتَعْمل بِغَيْر الْمِيم مَعَ الْإِضَافَة فَإِذا أضيف قلت فِيك وفاك وفوك إِلَّا أَنه قد جَاءَ بِالْمِيم مُضَافا عَن الْعَرَب قَالَ الشَّاعِر
(كالحوُتِ لَا يَكُفِيهِ شَيءٌ يَلْهَمُهْ ... يُصْبحُ عَطْشانَ وِفي البَحْرِ فُمهُ)
وَإِذا أفرد فَهُوَ بِالْمِيم لَا غير وَمعنى الْبَيْت من قَول مُسلم بن الْوَلِيد
(وَالعِيسُ عاطفَةُ الرُّءوسِ كَأَّنما ... يَطْلُبْنَ سرَّ مُحَدَّثٍ فِي الأحْلُسِ)
وَقد قَالَت الشُّعَرَاء وَأَكْثرُوا فِي الْغيرَة وَأحسن مَا قيل قَول ابْن الْخياط
(وَمُحْتَجبٍ بَيْنَ الأسِنَّةِ مُعْرِضٍ ... وَفي القَلْبِ من إعْراضِهِ مِثلُ حجبهِ)
(أغارُ إِذا آنَسْتُ فِي الحيّ أنَّةً ... حِذاراً وَخَوْفا أنْ يكُونَ لِحُبِّهِ)
8 - الْغَرِيب الغواني جمع غانية وَهِي الَّتِي غنيت بزوجها وَيُقَال بجمالها عَن التجمل والصبابة رقة الشوق والغليل وَالْغلَّة حرارة الْعَطش الْمَعْنى يَقُول حدق الحسان الْوَاحِدَة حسناء هجن لي بفراقهن رقة الشوق وحرارة فِي الْقلب لبعدهن عني
الصفحة 234