كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب يذم يجير وَيُعْطِي الذمام وأذمه أجاره وأذمه وجده مذموما وأذم بِهِ تهاون وأذم الرجل أَتَى بِمَا يذم عَلَيْهِ الْمَعْنى يَقُول يذم بدر بن عمار أَي يجير وَيمْنَع مني كل مَا يقتل سوى هَذِه الإحداق فَإِنَّهُ لَا يقدر على الْإِجَارَة مِنْهَا وَهُوَ كَقَوْلِه
(وُقِيَ الأمِيرُ هَوَى العُيُونِ فَإنَّهُ ... مَالا يَزُولُ بِبأْسِهِ وَسَخائِهِ)
قَالَ أَبُو الْفَتْح وَنَقله الواحدي حرفا فحرفا وَقد تجَاوز هَذَا فِي مدح عضد الدولة بأمن بِلَاده حَيْثُ قَالَ
(فَلَوْ طُرِحَتْ قُلُوبُ الْعِشق فِيها ... لَما خافتْ مِنْ الحَدَقِ الحِسانِ)
أثبت فِي هَذَا مَا اسْتثْنى فِي مدح بدر بن عمار
10 - الْإِعْرَاب الكرب وَمَا بعده بِالنّصب فِي روايتنا وَهُوَ مَنْصُوب بإعمال اسْم الْفَاعِل وروى جمَاعَة بالخفض تَشْبِيها بالْحسنِ الْوَجْه الْغَرِيب فرج عَنهُ يفرج وَأَفْرج يفرج وَفرج يفرج تفريجا إِذا كشف عَنهُ الْغم الْمَعْنى يَقُول هُوَ يفرج الكرب عَن أوليائه بِمِثْلِهَا ينزلها بأعدائه يعْنى أَنه يقتل الْأَعْدَاء ليدفعهم عَن أوليائه ويفقرهم ليغنى أولياءه فيزيل عَنْهُم الْفقر
11 - الْغَرِيب المحك اللجوج وَسمع الْأَصْمَعِي امْرَأَة ترقص ابْنهَا وَتقول
(إِذا الخُصُومُ اجْتَمَعَتْ حُثِيا ... وُجِدْتَ ألْوَي مَحكا أبِيَّا)
والمحك اللجاج محك يمحك فَهُوَ محك ومماحك وتماحك الخصمان الْمَعْنى يَقُول هُوَ يطْلب الْحق ويلج فِي طلبته فَمن مطلة بِهِ جعل سَيْفه كَفِيلا لَهُ بِقَضَائِهِ وَهَذَا مثل وَالْمعْنَى إِذا مطل الْغَرِيم وَلم يقْض دينه طَالبه سَيْفه مُطَالبَة الْكَفِيل وَإِذا كَانَ السَّيْف متقاضيا صَار الْغَرِيم قَاضِيا بِغَيْر رِضَاهُ
12 - الْغَرِيب النُّطْق جيد النُّطْق وَالْقَوْل والمنطيق البليغ واللثام مَا يَجْعَل على الْوَجْه من الْعِمَامَة كَانَت الْعَرَب تَفْعَلهُ لأجل حر الشَّمْس وَإِذا أَرَادوا أَن يتكلموا كشفوا اللئام الْمَعْنى إِذا حط لثامه ليَتَكَلَّم بِالْأَمر فَإِنَّهُ يُعْطي من يسمع كَلَامه عقلا لِأَنَّهُ يتَكَلَّم بالحكمة وَمَا هتدي بِهِ الضالون وَيعلم النَّاس بمنطقه حسن الْكَلَام وَصِحَّة الرَّأْي
الصفحة 235