كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي قائمه يعود على السَّيْف ومواهبا قَالَ الْخَطِيب وَأَبُو الْفَتْح هُوَ مفعول يسيل وَقَالَ الشريف هبة الله بن عَليّ الشجري فِي أَمَالِيهِ لَا يجوز أَن يكون مَفْعُولا لِأَن يسيل لَا يتَعَدَّى إِلَى مفعول بِهِ بِدلَالَة أَنه لَا ينصب الْمعرفَة فَتَقول سَالَ الْوَادي رجَالًا وَلَا تَقول سَالَ الْوَادي الرِّجَال وسالت الطّرق خيلا وَلَا تَقول الْخَيل فَلَمَّا لزمَه نصب النكرَة خَاصَّة وَالْمَفْعُول يكون نكرَة وَمَعْرِفَة والمميز لَا يكون إِلَّا نكرَة ثَبت أَن مواهبا تَمْيِيز ويوضح هَذَا أَنَّك إِذا أدخلت همزَة النَّقْل على سَالَ تعدِي إِلَى مفعول وَاحِد تَقول أسَال الوادى المَاء فاو كَانَ قبل الْهمزَة يتَعَدَّى إِلَى مفعول لتعدي بعد النَّقْل إِلَى مفعولين فَإِن قيل من شَأْن الْمُمَيز أَن يكون وَاحِد قُلْنَا هَذَا هُوَ الْأَغْلَب وَيكون جمعا قَالَ الله تَعَالَى {بالأخسرين أعمالا} و {نَحن أَكثر أَمْوَالًا وأولادا} الْمَعْنى يَقُول مَحل قائمه يَعْنِي قَائِم السَّيْف وَهِي يَد الممدوح تسيل مواهبا للنَّاس فَلَو أَنَّهَا كَانَت سيلا لم تصب موضعا تسيل فِيهِ لكثرتها وَهُوَ من قَول حبيب
(أفادَ منَ العَلْيا كُنُوزاً لوَ إِنَّهَا ... صَوَامِتُ مالٍ مَا دَرَي أيْنَ تُجْعَلُ)
16 - الْغَرِيب رقت خفت ومضاربه حداه وَهُوَ مَا يضْرب بِهِ الرّقاب الْمَعْنى أَرَادَ أَن سيوفه مُلَازمَة للرقاب فوصفها بالعشق لِأَنَّهُ أدعى الْأَشْيَاء إِلَى اللُّزُوم فَيَقُول كَأَنَّمَا هِيَ لرقتها تبدين نحولا من عشق الرّقاب كَمَا ينْحل العاشق من عشق حَبِيبه
17 - الْغَرِيب عفره إِذا رَمَاه فِي العفر بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ التُّرَاب يعفره عفرا وعفره تعفيرا أَي مرغه والهزبر الْأسد وَرجل هزنبر وهزنبران أَي سيء الْخلق والصارم السَّيْف الْقَاطِع الْمَعْنى أَن بدر بن عمار أهاج أسدا عَن بقرة افترسها فَوَثَبَ الْأسد على كفل دَابَّته فأعجله فَضَربهُ بِسَوْطِهِ وَدَار بِهِ الْجَيْش فَقتل الْأسد فَقَالَ إِذا كنت تلقى هَذَا الْأسد وَهُوَ أقوى الْحَيَوَانَات وأشجعها بسوطك فَلِمَنْ خبأت سَيْفك
18 - الْغَرِيب الْأُرْدُن مَوضِع بِالشَّام وَهُوَ نهر يُقَال لَهُ نهر الْأُرْدُن والرفاق جمع رفْقَة والتلول جمع تل وَهُوَ الْجَبَل الصَّغِير والبلية هُوَ الْأسد
الصفحة 237