كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
- الْغَرِيب الرهبان جمع رَاهِب وهم زهاد النَّصَارَى وهم يوصفون بالوحدة والانقطاع عَن النَّاس وهم الَّذين قَالَ الله فيهم {عاملة ناصبة تصلى نَارا حامية} الْمَعْنى يَقُول هُوَ فِي وحدة لشجاعته لِأَنَّهُ لَا يخَاف شَيْئا فَهُوَ فِي غيله مُنْفَرد انْفِرَاد الرهبان فِي متعبداتهم إِلَّا أَنه لَا يعرف حَلَالا وَلَا حَرَامًا والأسد إِذا كَانَ قَوِيا لم يسكن مَعَه فِي غيله غَيره من الْأسود
23 - الْغَرِيب الْبري التُّرَاب قَالَ مدرك بن حصن
(بَفَيكَ مِنْ سارٍ إِلَى القَوْمِ البَري ... )
وَمِنْه الْبَريَّة فِي قِرَاءَة من ترك همزَة وهم الْأَكْثَر وهمزها نَافِع وَابْن ذكْوَان والتيه التَّعَجُّب والآسى الطَّبِيب الْمَعْنى يَقُول هُوَ لعزته فِي نَفسه وقوته لَا يسْرع فِي مَشْيه لِأَنَّهُ لَا يخَاف شَيْئا فَكَأَنَّهُ فِي لين مشيته طَبِيب يجس عليلا يرفق بِهِ دولا يعجل
24 - الْغَرِيب الغفرة الشّعْر اجْتمع على قَفاهُ واليافوخ الرَّأْس والإكليل التَّاج الَّذِي يكون على رُؤُوس الْمُلُوك الْمَعْنى يَقُول يرد شعر الغفرة إِلَى رَأسه حَتَّى يصير لَهُ كالأكليل يصف عظم شعر مَنْكِبَيْه يرد ذَلِك الشّعْر فيجتمع على هامته وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك إِذا غضب يجمع قوته إِلَى أَعلَى بدنه وَقَالَ ابْن دوست الغفرة شعر الناصية يَعْنِي أَن هَذَا الْأسد رفع رَأسه فِي مشيته حَتَّى يرد ناصيته إِلَى أَعلَى رَأسه وَقَالَ الواحدي القَوْل هُوَ قَول أبي الْفَتْح لِأَنَّهُ وصف بعده غيظ الْأسد بقوله بعده
25 - الْغَرِيب الزمجرة تردد الصَّوْت وَكَذَا التزمجر وَهُوَ شدَّة الصياح الْمَعْنى يَقُول تظنه نَفسه عَنْهَا مَشْغُولًا من صياحه قَالَ ابْن القطاع وَقع فِي بعض الرِّوَايَات نَفسه بِالنّصب أَي يزمجر لنَفسِهِ وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة بِالرَّفْع أَي تظنه نَفسه من كَثْرَة صياحه مَشْغُولًا عَنْهَا
26 - الْغَرِيب قصر هَهُنَا ضد الطول وَمِنْه قصر الصَّلَاة فِي قَوْله تَعَالَى (أَن تقصرُوا
الصفحة 239