كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)
من الصَّلَاة} والمخافة مصدر أضيف إِلَى الْمَفْعُول والكمى الشجاع الْمُسْتَتر فِي سلاحه من كمى الشَّهَادَة إِذا كنمها الْمَعْنى يَقُول قَالَ الواحدي ذُو الْحَافِر إِذا رأى الْأسد وقف وفحج وبال يَقُول كَأَن الشجاع ركب فرسه مشكولا حَيْثُ لَا يقدر على الْحَرَكَة خوفًا مِنْهُ هَذَا تَفْسِير النَّاس لهَذَا الْبَيْت قَالَ وَقَالَ ابْن فورجة مَعْنَاهُ لما خَافَ مِنْك الْأسد تقاصرت خطاه ونازعته نَفسه إِلَيْك جَرَاءَة فخلط إقداما بإحجام فَكَأَنَّهُ فَارس كمى ركب فرسه مشكولا فَهُوَ يهيجه للإقدام بجرأة وَالْفرس يحجم عَجزا عَمَّا يسومه لمَكَان شكاله وَهُوَ من قَول امرىء الْقَيْس قيد الأوابد ألخ
27 - الْغَرِيب الفريسة صيد الْأسد وَهِي الْبَقَرَة الَّتِي أهاجه عَنْهَا والبربرة الصياح وَالصَّوْت وَالْجمع برابر الْمَعْنى يَقُول لما قصدته ألْقى فريسته وَصَاح دونهَا فَعَاد عَنْهَا لانه ظن أَنَّك تطفل عَلَيْهِ لتأكل صَيْده فَغَضب من ذَلِك قَالَ الواحدي التطفل من كَلَام أهل الْعرَاق يَقُولُونَ هُوَ يتطفل فِي الأعراس
28 - الْغَرِيب الخلقان الفعلان والطبعان والإقدام والشجاعة الْمَعْنى يَقُول تشابهتما فِي الشجَاعَة وتخالفتما فِي الشيح لِأَن الْأسد يشح بمأكوله وَأَنت تجود بمأكولك وَمَا هُوَ لَك وَهُوَ من قَول البحتري
(شارَكْتَهُ فِي البَأسِ ثُمَّ فَضَلْتَهُ ... بالجُودِ مَحْقُوقا بِذاك زَعيما)
وللبحتري أَيْضا
(هِزَبْرٌ مَشِي يَبْغِي هِزَبْراً وَأغْلَبٌ ... مِنْ القَوْم يَبْغِي باسلِ الوَجْهِ أغْلبا)
29 - الْغَرِيب الْأَزَل الْمَمْسُوح الْقَلِيل اللَّحْم وَامْرَأَة زلاء إِذا كنت ممسوحة العجيزة وَقَالَ الْجَوْهَرِي الْأَزَل الضّيق وَالْحَبْس وأزلوا مَا لَهُم أَي حبسوه والمفتول الْقوي الشَّديد الْمَعْنى يَقُول هَذَا الْأسد يرى قوته وشجاعته فِيك فمتنه مَمْسُوح شَدِيد وساعده مفتول قوي
الصفحة 240