كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 3)

- الْغَرِيب تَقول حجر وأحجار وحجارة وحجار والحضيض قَرَار الأَرْض عِنْد مُنْقَطع الْجَبَل وَكتب يزِيد بن الْمُهلب إِلَى الْحجَّاج إِنَّا لَقينَا الْعَدو فَفَعَلْنَا واضطررناهم إِلَى عرْعرة الْجَبَل وَنحن بحضيضه الْمَعْنى يَقُول كَأَنَّهُ من غيظه وغضبه يدق بصدره الْحِجَارَة فَكَأَنَّهُ يطْلب سَبِيلا إِلَى قَرَار الأَرْض
35 - الْغَرِيب فادني افتعل من الدنو الْمَعْنى يَقُول كَأَن هَذَا الْأسد غرته عينه فَلم يبصر لإقدامه عَلَيْك وَلم تصدقه عينه النّظر وَلَو تصور الْأَمر بصورته لفر من هيبتك وَلكنه مغرور ظن مَا جلّ وَعظم من الْأَمر غير جليل وعظيم
36 - الْغَرِيب الْأنف الاستنكاف أنف يأنف أنفًا وأنة أَي استنكف وَمَا رَأَيْت أحمى أنفًا وَلَا آنف من فلَان الْمَعْنى يَقُول الْكَرِيم يأنف من الدنية فَلهَذَا لَا يهرب بل يقدم وَهَذَا عذر للأسد يَقُول لم يهرب الْأسد وأنفته جعلت فِي عينه الْعدَد الْكثير قَلِيلا حَتَّى كَأَنَّهُ فِي عينه قَلِيل قَالَ أَبُو الْفَتْح من عَادَته ان يعْتَرض مَا هُوَ فِيهِ بِمثل يضر بِهِ إِذْ أَرَادَ أَنه مسدود لما هُوَ فِيهِ كَقَوْل الآخر
(وَقدْ أدْركَتَنْي والَحَوادثُ جَمَّةٌ ... أسنَّةُ قَوْمٍ لاَ ضِعافٌ وَلا عُزْلُ)
فالحوادث جمة جملَة اعْترض بهَا بَين الْفَاعِل وَفعله وَهُوَ تسديد لما هُوَ فِيهِ
37 - الْغَرِيب مضاض موجع ومحرق مضني الْأَمر وأمضني والحتف الْهَلَاك الْمَعْنى يَقُول الْعَار محرق موجع وَمن خَافَ الْعَار لم يخف من الْهَلَاك وَفِي الْمثل من أنف من الدنية لم يحجم عَن الْمنية وَهُوَ مثل الْبَيْت الَّذِي قبله فِي الِاعْتِرَاض
38 - الْغَرِيب المصادمة مفاعلة من الصدم وَهُوَ الصَّك والميل ثَلَاث فراسخ وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْمسَافَة من الأَرْض المتراخية لَيْسَ لَهُ حد مَعْرُوف

الصفحة 242